- صاحب المنشور: هديل الكتاني
ملخص النقاش:في عصر الإنترنت والتكنولوجيا المتقدمة، أصبح تحقيق العدالة الجنائية أكثر تعقيداً من ذي قبل. حيث أدى التطور الكبير في استخدام الأجهزة المحمولة والأدوات الرقمية إلى خلق تحديات جديدة أمام العاملين في مجال الأمن والقانون. يقع على عاتقهم عبء الحفاظ على حقوق المواطنين الخاصة والحماية من الجرائم الإلكترونية. لكن هذا التوازن ليس بالأمر السهل. فمن جهة هناك الحق في الخصوصية الذي يحميه القانون، ومن الجهة الأخرى هناك ضرورة كشف وتحديد مرتكبي الجرائم عبر جمع الأدلة الرقمية.
القوانين الدولية والمحلية
القوانين الدولية مثل الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والمبادئ الأساسية للحرية الديمقراطية (ECHR) تؤكد حق الفرد في حماية الحياة الخاصة له وأسرته ومكاتبه ومراسلاته وغير ذلك مما يشكل خصوصيته الشخصية أو المنزلية أو المالية أو غيرها. ولكن عندما يتعلق الأمر بجرائم خطيرة تتجاوز الحدود الوطنية، مثل الإرهاب والجرائم المالية الكبرى، قد تكون هناك حاجة ملحة لانتهاك بعض هذه الحقوق لأغراض التحقيق الجنائي. هنا يأتي دور الصراع بين الخصوصية والعدالة الجنائية.
استراتيجيات التنفيذ
لتحقيق توازن أفضل، يمكن اتباع عدة استراتيجيات. الأولى هي تعزيز التدريب للمحققين حول كيفية التعامل مع البيانات الرقمية بطريقة تحترم الخصوصية قدر المستطاع. الثانية تتمثل في تشديد العقوبات على اختلاس المعلومات الشخصية بدون سبب مشروع. الثالثة تتضمن وضع قوانين واضحة تحدد حدود البحث والاستقصاء الرقمي بناءً على شدة الجريمة المحتملة. بالإضافة لذلك، فإن الشفافية والإفصاح العام عن إرشادات الشرطة فيما يتعلق بالبحث الرقمي يمكن أن يساعد أيضا في زيادة الثقة العامة وتحسين فهم الجمهور لهذه العملية المعقدة.
وفي النهاية، نلاحظ أن تحقيق هذا التوازن بين الخصوصية والتحقيق الجنائي الرقمي يتطلب جهدا مستمرا ومتكاملا من جميع الجهات ذات الصلة - سواء كانت حكومية أو خاصة - لضمان حماية حقوق الجميع ضمن مجتمع رقمي آمن ومتكامل.