- صاحب المنشور: نادر البدوي
ملخص النقاش:
لقد غيرت الثورة الصناعية الرقمية بشكل جذري الطريقة التي نعمل بها. حيث أدخلت التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والإدراك البصري تغييرات كبيرة في العديد من القطاعات الاقتصادية حول العالم. هذه التحولات التقنية تؤدي إلى ظهور وظائف جديدة تختفي وظائف أخرى بسبب الأتمتة والتحديثات المستمرة للتقنيات. وفي نفس الوقت, تتطلب بعض الصناعات مهارات ومواهب فريدة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيات المتقدمة.
تأثير الأتمتة على سوق العمل
إن انتشار الروبوتات والأجهزة الأخرى ذات القدرة على الأتمتة قد أثرت بشكل كبير على الكفاءة الإنتاجية لعديد من الشركات. فبينما يمكن لأجهزة الكمبيوتر التعامل مع المهام المعقدة بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مما يستطيع البشر القيام به، فإن ذلك يأتي بتكلفة فقدان فرص عمل بشرية كانت تقوم بتلك المهام سابقاً. وفقا لدراسة نشرتها مؤسسة "مكيِن" McKinsey Global Institute عام 2017، قد يتم أتمتة حوالي %60 من جميع الأعمال الحالية بحلول عام 2030. هذا يعني أنه سيكون هناك تغيير هائل في متطلبات السوق للعاملين خلال العقد المقبل.
بناء مهارات جديدة لمواجهة تحديات المستقبل
مع تطور تكنولوجيا المعلومات، سوف تحتاج القوى العاملة إلى تطوير مجموعة مختلفة تمامًا من المهارات لإبقاء نفسها تنافسية. فمهارات البرمجة والتحليل الدقيق للمعلومات ستصبح ضرورية أكثر فأكثر. بالإضافة لذلك، سيحتاج المجتمع إلى تعزيز قدرته على التعاطف والحكم الأخلاقي الذي يصعب برمجته أو تقليدّه بواسطة الآلات. كما يؤكد خبراء التربية التعليم بأن الأفراد الذين لديهم القدرة على الابتكار الفكري والنظر خارج الصندوق هم الأكثر عزيزة وبالتالي احتمالية ضمان مستقبلهم العملي أفضل حالاً.
دور الحكومة والشركات الخاصة
تلعب الجهات المسؤولة دوراً حيوياً في دعم عملية الانتقال نحو اقتصاد مبني على التكنولوجيا المتقدمة. وهذا يشمل تقديم برامج تدريب وتأهيل مناسبة للشباب وغير الشباب لمساعدتهم على تعلم مجالات تخصص جديدة. وقد قامت بالفعل الحكومات الرائدة باستثمارات كبيرة في مجال البحث العلمي والتكنولوجي، كما قدمت شركات كبرى عمليات إعادة توظيف واسعة المدى لتسهيل انتقال العمال بين المجالات المختلفة داخل الشركة الواحدة وخارجها أيضاً.
وفي النهاية، يبدو واضحا أن عصر التغيير الكبير قد بدأ فعليا ولا رجوع عنه؛ سواء أحببناه أم كرهناه فلابد لنا مواجهته بشجاعة وإيجابية بغرض تحقيق نتائج مثلى تحقق العدل والكسب المشترك لكل أفراد مجتمعاتنا الوطنية والعالمية أيضاً!