أزمة التعليم في العالم وتأثيرها على التنمية المستدامة

تعاني العديد من الدول حول العالم من مشاكل حادة فيما يتعلق بنظام التعليم. هذه الأزمات تؤثر ليس فقط على الفرد ولكن أيضاً على المجتمع ككل وعلى المسار

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    تعاني العديد من الدول حول العالم من مشاكل حادة فيما يتعلق بنظام التعليم. هذه الأزمات تؤثر ليس فقط على الفرد ولكن أيضاً على المجتمع ككل وعلى المسار العام للتنمية المستدامة. وفيما يلي تحليل مفصل لهذه القضية:

**التفاوت الجغرافي والاقتصادي في الوصول إلى التعليم:**

واحدة من أكثر المشكلات شيوعا هي عدم المساواة الجغرافية والاقتصادية في الحصول على تعليم جيد. الأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة أو الريفية غالبا ما يفتقرون إلى المدارس المناسبة والبنية التحتية اللازمة لدعم عملية التعلم. هذا بالإضافة إلى العبء الاقتصادي الذي تفرضه الرسوم الدراسية والعلاوات الأخرى التي يمكن أن تطرح عائقا أمام عائلات ذات دخل محدود للحصول على التعليم لجميع أبنائهم.

**نقص الكفاءة لدى المعلمين وقلة الدورات التدريبية::**

بالرغم من أهميتها القصوى، إلا أنه يوجد نقص كبير في عدد المعلمين المؤهلين خصيصاً للعمل في البيئات غير التقليدية مثل المناطق النائية والمناطق المتضررة بالفقر. كما أن فرص التطوير المهني للمعلمين محدودة مما يؤدي لتراجع جودة العملية التعليمية.

**مناهج دراسية قديمة: التركيز المفرط على المعلومات وفقدان الخبرات العمليّة**:

تعتمد الكثير من المنظومات التعليمية حاليا على نظام "الحفظ والتلقين"، وهو نهج تقليدي لا يشجع الطلاب على التفكير النقدي ولا ينمي مهارات حل المشكلات لديهم والتي تعتبر أساسيات مهمة للتطور الوظيفي المستقبلي لهم وللحياة الاجتماعية عامة.

**تأثير جائحة كوفيد-19على النظام التعليمي: تحديات خصوصياً بالنسبة للأفراد الأكثر ضعفاً::**

كان للإغلاقات المرتبطة بجائحة كورونا أثراً عميقاً على الاستقرار الأكاديمي العالمي. فقد أصبح العديد من الطلاب خارج نطاق الخدمات عبر الإنترنت بسبب نقص البنية التحتية الرقمية، خاصة بين الشباب ذوي الإعاقات الحركية والمعرفية وغير ذلك ممن كانوا معتمدين تاريخيًا على دعم مباشر داخل قاعات الصفوف الصفية التقليدية.

تأثير الأزمة التربوية العالمية علي التقدم الاجتماعي والاقتصادي:

تكمن خطورة الوضع الحالي أنها تساهم بصورة مباشرة بتغذية دوامة الفقر وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية؛ فالبحث عن عمل مستقبلًا سيكون أصعب بكثير بدون مستوى مناسب من التأهيل العلمي وبالتالي سيستمر مجتمع كامل ضمن دائرة الحرمان وسوء الظروف المعيشية. وهذا له انعكاس سلبي على مدى قدرتها كمجتمع لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠. ومن هنا يأتي ضرورة تبنى مقاربات جديدة ومبتكرة هدفها الرئيسي تحسين نوعية وجدوى عملية التعلم نفسها كي يتمكن الجميع بالمشاركة بالتساوي والاستمتاع بفوائد النهضة الإنسانية الشاملة لكل فرد وكافة البلدان.


بلبلة التازي

8 مدونة المشاركات

التعليقات