وضع المصحف فوق الرأس أثناء الدعاء: حكمه ومشروعيته

التعليقات · 2 مشاهدات

يشاع مؤخراً بين بعض الناس ممارسة غريبة تتمثل في وضع المصحف الشريف فوق رؤوسهم عند أداء صلاة الوتر أو خلال أوقات محددة مثل ليلة القدر، مدعين أنها طريقة

يشاع مؤخراً بين بعض الناس ممارسة غريبة تتمثل في وضع المصحف الشريف فوق رؤوسهم عند أداء صلاة الوتر أو خلال أوقات محددة مثل ليلة القدر، مدعين أنها طريقة للاستغفار والدعاء تسمى بـ "دعاء رفع القرآن". هذه الممارسة مبتكرة ومتعارضة تماماً مع النصوص الدينية الثابتة.

ليس هناك أي أساس شرعي لهذا العمل. أولاً، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والقادة الإسلاميون الأصليون لم يقيموا مثل هذا الطقس في تعاملاتهم اليومية. ثانيًا، تعتبر العبادات بشكل عام مكملة لما جاء به الدين من التعاليم والنصوص القائمة، وليس من حق المسلمين ابتكار طرق جديدة لها خارج الإطار المحدد الذي رسمه لنا ديننا الحنيف.

أما بالنسبة للأثر المنسوب لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والذي يستند إليه البعض كدليل لصحة هذه الممارسة، فقد ورد أنه قام بذلك ضمن سياق خاص يعبر فيه عن استياءه بسبب منع المؤمنين له من الاستشهاد بما ورد في مصحفهم مما يؤكد عدم وجود دليل واضح ودائم لدعم هذا التصرف المتعارف عليه حالياً. علاوة على ذلك، لم يكن تصرفه دوماً ولم يقوم بإعادة تكرار نفس الفعل لاحقاً، وهو ما يشير أيضاً إلى عدم ارتباط الأمر بشروط ثابتة.

ومن المهم هنا التنبيه إلى أن رفع مصاحف القرآن الكريم بطريقة دالة أو رمزية ليست عملاً متفق عليها داخل المجتمع المسلم ويتبعها علماء الدين. فالقرآن الكريم مقدَّس وينبغي احترامه وفق المعايير الإسلامية الراسخة التي تؤكد ضرورة استخدام اللغة العربية والعبارات الملائمة للتعبير عن مشاعرنا نحو رب العالمين عزوجل.

في النهاية، يجب أن نتذكر دائماً أهمية اتباع الخطوات المشروعة فقط عندما نعبد الله ونستغفره عبر الأدعية والصلوات. أفضل مثال يمكن تقليده هو ما علمه لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأقربون الذين سبقونا بالإيمان والإسلام.

التعليقات