تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، أصبح استخدام التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. واحدة من أكثر الوسائل شيوعًا هي الألعاب الإلكترونية ال

  • صاحب المنشور: عبدو الفهري

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، أصبح استخدام التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. واحدة من أكثر الوسائل شيوعًا هي الألعاب الإلكترونية التي لاقت شعبية كبيرة بين الأطفال والمراهقين. لكن هل لهذه الاهتمام المتزايد تأثير سلبي على صحتهم النفسية؟ هذا المقال سيبحث في التأثيرات المحتملة للألعاب الإلكترونية على الحالة النفسية والعقلية لدى الفئة العمرية الشابة.

الفوائد القصيرة المدى والمشكلات المتنامية:

الألعاب الإلكترونية يمكنها تقديم العديد من الفوائد قصيرة المدى للطفل أو المراهق، مثل تحسين المهارات المعرفية، تطوير حل المشكلات، وتنمية قدراته الاجتماعية عبر اللعب الجماعي عبر الإنترنت. ولكن مع الزيادة المستمرة في الوقت المستثمر في هذه الأنشطة، تبدأ بعض المخاوف حول تأثيراتها طويلة الأمد بالظهور.

القلق والاكتئاب:

بعض الدراسات تشير إلى علاقة محتملة بين ألعاب الفيديو عالية الإدمان ومستويات أعلى من أعراض القلق والاكتئاب. يعزو الباحثون ذلك جزئيًا إلى الشعور بالإقصاء الاجتماعي الناجم عن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة بعيدا عن العلاقات الشخصية الحقيقية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الضغط لتحقيق نتائج أفضل في اللعبة إلى زيادة مستويات التوتر والإجهاد مما يساهم في ظهور اضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب مثلاً.

مشاكل النوم والسلوكيات غير الصحية الأخرى:

يمكن أن تؤثر الألعاب الليلية أيضًا على جودة النوم لديهم. حيث يجد الكثير منهم صعوبة في الانقطاع عن اللعب حتى وقت متأخر من الليل ممّا يضر بنمط نومهم الطبيعي ويؤدي إلى الدوامة المعروفة باسم "السهر". كما أنه غالباً ما يتم تجاهل عادات الغذاء الصحي عندما يقضي المرء ساعات عديدة بجوار الجهاز المحمول الخاص به وهو يلعب؛ فتناول وجبات خفيفة مليئة بالسعرات الحرارية بدون أي فائدة غذائية ممكنة أيضاً نتيجة لهذا الأمر.

الحلول المقترحة لإدارة استهلاك الألعاب:

بالرغم من وجود مخاطر محتملة مرتبطة باستخدام الكمبيوتر والأجهزة الذكية لأغراض الترفيه وأبرزها بالنسبة للشباب لعبة فيديو خاصة تلك ذات الطابع العنيف منها فإن هناك عدة خطوات عملية يمكن اتخاذها لتخفيف تلك الآثار الجانبية بما في ذلك وضع حدود زمنية للاستخدام اليومي وإشراك الأسرة بأكملها في نشاط خارج نطاق العالم الرقمي وتعزيز الرياضة والحركة البديلة .

إن إدارة الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا تتطلب فهم عميق لتأثير الوسائط الجديدة وكيف أنها تشكل حياة أفراد المجتمع الجديد الذين ينشأون وفي أيديهم الهواتف الذكية منذ سن مبكر جدًا. ولذلك يجب تعليم الطفل كيفية استخدام التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وبناء خارطة طريق واضحة تتيح له فرصة تحقيق توازن صحي فيما يتعلق بكيفية تخصيصه للموارد المختلفة المتاحة أمامه فضلا عن دمج عوامل حيوية كتلك المرتبطة بصحتيه الجسدية والنفسية ضمن دائرة اهتمامه الرئيسية.


عبد العظيم الزاكي

6 مدونة المشاركات

التعليقات