- صاحب المنشور: رؤى الهلالي
ملخص النقاش:
التصحّر ظاهرة عالمية تتسبب في فقدان التربة الخصبة وتدمير النظم الإيكولوجية. هذا التأثير ليس له عواقب بيئية خطيرة فحسب؛ بل إنه يهدد أيضا الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات المحلية. يعتمد العديد من السكان الريفيين حول العالم على الزراعة كوسيلة رئيسية لكسب العيش، وبالتالي فإن التدهور الذي تسببه عمليات الصحراء يمكن أن يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي وفقدان الدخل.
آثار اقتصادية واجتماعية للتدهور الأرضي
الفقر وانعدام الأمن الغذائي
يساهم التصحر في زيادة معدلات الفقر بين المجتمعات الزراعية ذات الدخل المنخفض. عندما تصبح الأراضي غير قادرة على دعم إنتاج الغذاء بصورة مستدامة، يتضاءل دخل الأفراد الذين كانوا يعتمدون عليها سابقًا. وهذا قد يدفعهم نحو العمل في القطاعات الأخرى التي غالبا ما تكون أقل ربحا وأقل استقرارا. بالإضافة لذلك، يشكل عدم الوصول إلى الغذاء مصدر قلق كبير خاصة بالنسبة للأسر المعيشية الصغيرة والأطفال وكبار السن. إن نقص الغذاء الطازج والمغذي يمكن أن يساهم أيضًا في سوء التغذية والإعاقة الصحية طويلة المدى.
هجرة القوى العاملة
يمكن أن يؤثر التصحر بشدة على بنية العمالة المحلية. حيث قد يضطر الناس للهجرة إلى المناطق الحضرية بحثاً عن فرص عمل أخرى بسبب ندرة الفرص المتاحة لهم محليا نتيجة لنقص الأمطار والجفاف الذي أدى لتدهور خصوبة التربة وقصورها لإنتاج المحاصيل الغذائية التقليدية. هذه الهجرة الجماعية للعمال المهرة لها تداعيات بعيدة المدى على الاقتصاد الوطني وعلى النظام الاجتماعي حيث يتم تفريغ المناطق الريفية من طاقاتها البشرية المؤهلة بينما تواجه المدن مشاكل مثل التشرد والتكدس بالسكان وارتفاع معدل البطالة وغيرها الكثير مما يعزز ضعف نمط الحياة الأولي لأولئك الذين هاجروا أصلا من تلك المناطق.
التغير المناخي
يلعب التصحر دورًا حيويًّا في مساهمتِهِ في تغيرات المناخ العالمية نظرًا لقدرتها الكبيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وضبط درجة حرارة سطح الأرض عبر عملية البناء الضوئي لدى النباتات المحلية والتي تعتبر جزء مهم جدًا من حلقة دوران الماء ضمن الدائرة الطبيعية للسفر الرطوبي. ولكن عندما يحدث تجفيف لهذه المساحات الخضراء واستبدالها بالمساحات الصخرية أو الرملية أو مناطق قليلة النمو الحيوي ينتج عنها تقليل قدرة احتجاز غازات الاحتباس الحراري مما يخلف تأثيرات ضارة على درجات الحرارة الحالية مقارنة بالمناطق التي مازلت تحتفظ بغاباتها برخاء وثبات مناسبين فضلاً عن تأثير ذلك السلبي المحتمل فيما بعد فيما يتعلق بمستويات البحر المرتفعة والحرائق البرية وكذلك الظروف الجافة والصعبة للحياة اليومية لسكان المناطق الأكثر تعرض للإصابة بهذه الآفة البيئية الخطيرة.
الحلول المقترحة لمقاومة التصحر ومكافحته
إن الوقاية والعلاج هما أفضل طرق مواجهة خطر التحول إلى حالات صحراوية معرضة للعوامل الخارجية المختلفة. هناك عدة إجراءات فعالة يمكن اتخاذها لمنع حدوث المزيد من الانكماش الإقليمي ومن ثم توفير فرصة خفض نسبة مخاطر التعرض لهذا النوع من