المعادلة الصعبة
وقفت سوسن تتأمل وجهها في المرآة ومرت بعينيها على تلك التجاعيد الخفيفة التي لم تستطع ان تقلل من فتنتها وجمالها رغم سنوات عمرها التي قاربت على الخمسين
وتبسمت وهي تمر بذكرياتها على ما حققته من نجاح ساحق على المستوى العملي وصل بها الى ان تترأس واحدة ?
من اكبر وانجح الشركات في الشرق الاوسط
ثم حملت ابتسامتها بعض المرارة عندما تتطرقت ذكرياتها الى الجانب الاجتماعي حيث انها ضحت في سبيل تحقيق نجاحها بان تكون زوجة وام
حيث لم تجد في من تقدموا لخطبتها رغم كثرتهم من يستطيع ان يعيش مع امرأة ناجحة
كلهم كانوا منبهرين بجمالها ?
ولكن كانت تخيفهم شخصيتها القوية وطموحها الكبير
كلهم كانوا يريدون ان يجردوها من طموحها وشخصيتها
ولكنها ابت ان تتنازل
في الحقيقة هي لم تكن تأسى على حالها او على عدم زواجها لانها كانت ترى في الزواج شراكة بين متكافئين وانه اذا لم يقبل الرجل بان تكون الى جواره فسوف تفشل الشراكة ?
وتؤدي الى تعاسة تفوق تعاسة من لم يتزوج
انتبهت من اجترار افكارها حول مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية الغائبة على رنين الهاتف فرفعته الى اذنها قائلة
ـ الو
ـ استاذة سوسن
ـ نعم هي من معي؟
ـ هيثم..... هيثم رمزي هل تذكريني
صمتت برهه وقد شعرت ان الاسم ليس بغريب على اذنها
?
ثم تذكرت فجأة زميلها الوسيم في الجامعة هيثم الذي كان يتميز بخجله وخلقه الرفيع
فقالت
ـ هيثم نعم تذكرتك اين كنت طوال هذه المدة وما الذي ذكرك بنا بعد كل تلك السنوات؟
فتنهد بارتياح كبير وقال
ـ سوف اخبرك بكل شيء ولكن لن يصلح ذلك على الهاتف
ربما لو سمحتي لي بمقابلتك اكون شاكرا جدا
?