هذا الحديث الذي يشير إلى دخول شخص "على غير ملتي" من باب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكشف لاحقا بأنه معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- يتم نقده بشدة من حيث صحته وقوة أسناده حسب العديد من علماء الحديث. رغم اتصافه بالإمامة والعلم لدى بعض العلماء مثل عبد الرزاق الصنعاني، فإن هناك انتقادات موجهة لسرده للأخبار التي تتعلق بالنسب والمناسبات السياسية والدينية بسبب ميوله الشخصية.
وقد تعرض هذا الحديث لانتقاد واسع النطاق بسبب اضطرابات مختلفة في السلسلة والبنية. أولاً، ينفرد عبد الرزاق بموضعه في السند، وهو أمر ملاحظ بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمسائل المثالب والنسب المشبوهة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختلاف محتوى الحديث بين مختلف المصادر يضع مزيدا من الضغط على صحتها الشاملة.
ويضيف المؤرخون الإسلاميون المخضرمون مثل ابن الجوزي وجماعة أخرى طبقة جديدة من التعليقات حول عدم وجود أساس واضح لهذا الادعاء ضد شخصية بارزة مثل معاوية رضي الله عنه بناءً فقط على هذا الحديث. وينهي هؤلاء المفكرون بالملاحظة القوية بأن أي فرد متخصص في العلم والحكمة والقيم الأخلاقية لن يستخدم هذا الحديث لشيطنة أحد الصحابة رضوان الله عليهم جميعا.
وفي النهاية، يؤكد العلماء أن استخدام مثل هذه التقارير يجب أن يقوم دائما على قاعدة معرفية قوية ومنطق سليم، وأن تقديم حكم نهائي مبني على أدلة مشكوك فيها يعد خطيئة كبيرة بحق التاريخ والتقاليد الإسلامية الراسخة.