غادرونا دون وداع .فتعب القلب الملتاع

الحمدُ للهِ الذي قال : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) وصلى الله على نبيِّنا محمدٍ الذي قال له جبريلُ : ( أحببْ من شئت فإنك مفارقه ) وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد :

فإنّ لكلّ بداية نهاية ، قبل عدة أيام أرسل مدير المدرسة الأستاذ :إبراهيم بن رغيان البلوي وفقه الله رسالة في مجموعة المدرسة إن الصف الأول الابتدائي في مدرسة بلال بن رباح قد تحول إلى مدارس الصفوف المبكرة ،وقد قرأت الخبر وانا متجه إلى المسجد لصلاة العصر

ورأيت الدموع تنزل من عيني تلقائي لأني أعرف أن تدريس الصف الأول له في نفسي ووجداني حب وعشق وأن الصف الأول كنز من الحسنات مادام في العمر بقيه وقد قيل:(لا تدع أحداً يسبقك إلى تحفيظ طفلك أو أي طفل صغير سورة الفاتحة؛ لأنه سيصلي بها طول حياته وتكون في ميزان حسناتك )،والحمد على كل حال

،وبعد كلّ لقاء فراقٌ ، وشمسُ اللقاء يتبعها ليلُ الوداع . بعد أنْ أمضيتُ أكثر من( 24)عامًا في تدريس الصف الأول ، قعندما جاء إلى المدرسة المربي الفاضل الأستاذ :محمد المأمور وفقه الله وا جتمع بالمعلمين وفي تلك السنة تم انهاء عقود الزملاء المتعاقدين ،وقد تفحص الوجوه ثم نظر اليّ

وقال :أستاذ محمد انا ارى فيك مشروع معلم ناجح للصف الأول ونظرتي بالرجال لن تخيب وحاولت مرارًا وتكرارًا أن اعتذر وقال :لا تعطيني جواب وا ستخير وهذا رقم المنزل بشرني بعد المغرب وبعد الاستخارة والاستشارة عزمت وتوكلت على الله ،والحمد الله (جاءت من غير ميعاد وذهبت من غير ميعاد)