بالنظر إلى حالة انتشار قصص غير موثوقة تشوه صورة الصحابة، خاصةً عند الحديث عن عثمان رضي الله عنه، يجب توضيح بعض النقاط الهامة:
القصة الأولى: ادعاء عدم دعوة عثمان لفاطمة بنت الرسول وزوجها علي رضي الله عنهما لتناول الطعام معه. هذا الادعاء باطل تمامًا ولا أساس له من الصحة. حيث إن لعلاقة القرابة الوثيقة بين عثمان رضوان الله عليه وابنتي الرسول؛ إذ تزوج أولاً برقية بنت رسول الله ثم بعد وفاتها تزوج أم كلثوم أيضاً. كما ورد أنه لو كانت هناك امرأة أخرى، لزوجها عثمان عليها أيضًا تقديره واحترامه الكبير منها. علاوة على ذلك، كان معروفاً بكريم أخلاقه وجوده تجاه الآخرين. بالتالي، فإن ذكر مثل هذه الروايات الكاذبة يعد خروجاً عن الحق وإساءة لمن لهم مكانتهم العالية والمكانة المقدسة.
الحكم على من يسمع وينشر هذه القصص: ليس مجرد سماعه لهذه المقولة يعني ارتداد الفرد بشكل كامل؛ لأن البعض قد يسعى للحصول على المعلومة دون انتباه لما تتضمنه مما يخالف الواقع ويضر بصورة先人者们 الذين تركوا أثراً عميقاً عبر التاريخ الإسلامي. ولكن المسؤولية الأخلاقية تجبر المسلمين على احترام موقع الصحابة والدفاع عن قدرهم المرتفع أمام العامة.
أما بالنسبة لمن يبغض كافة الصحابة ويتحدث بهم سيئة - وهو أمر نادر للغاية بحسب العديد من العلماء- فهذا تصرف يستحق وصف "الكفر"، لأنه يشكل اعتداء واضح ضد الدين نفسه عبر ازدراء حامليه الرئيسيين. لذا فإن اتخاذ قرار بتغيير المواقف الدينية بناءً على معلومات مغلوطة وغير مؤيدة بالسند العلمي المناسب تعد جريمة كبيرة تستوجب التأني والتعمق في البحث قبل الوصول لأي نتيجة نهائية بشأن الموضوع المطروح هنا. إنه واجبنا كمؤمنين بالحفاظ على تراث مجتمعنا ورعاية تاريخه القديم بكل عناية وحذر.