- صاحب المنشور: صفاء البارودي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا تزايدًا ملحوظًا في استخدام التكنولوجيا داخل الأوساط التعليمية العربية. هذه التقنيات المتطورة ليست مجرد أدوات لتسهيل العملية التعليمية؛ بل هي أدوات تغيير جذري لطريقة التعلم والتدريس نفسها. منصة "MOOCs" عبر الإنترنت مثل EdX وCoursera توفر فرصاً غير محدودة للتعليم العالي المجاني والمتاح حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، البرامج التعليمية الرقمية التي تعتمد على الواقع الافتراضي والمعزز تساهم في تقديم تجارب تعليمية غامرة ومبتكرة.
**التأثير الإيجابي للتكنولوجيا**
- زيادة الوصول: تُمكن التكنولوجيا الطلاب الذين يعيشون في المناطق النائية أو الفقيرة من الحصول على نفس جودة التعليم الذي يحصل عليه أقرانهم في المدن الكبرى. من خلال الفصول الافتراضية والمواد الدراسية عبر الإنترنت، يمكن لكل طالب تحقيق أقصى استفادة ممكنة من فرصه التعليمية بغض النظر عن موقعه الجغرافي.
- تفاعل أفضل: التكنولوجيا تسمح بتجارب أكثر تفاعلية وجاذبية للمتعلمين. الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والقوالب التفاعلية والألعاب القائمة على معارف تساعد على جذب انتباه الطالب وتوفير بيئة محفزة للتعلم.
- مرونة الوقت: يتيح التعليم الإلكتروني مرونة أكبر فيما يخص وقت تعلم الطالب وشكل البرنامج الأكاديمي الخاص به. هذا يعني أنه بإمكان الشخص العمل والدراسة بنفس الوقت وبناء مساره المهني كما يناسبه دون الحاجة للقيود الزمنية الصارمة للأماكن الدراسية التقليدية.
- تحسين التواصل بين المعلم والطالب: الأدوات الرقمية مثل لوحات المناقشة وأنظمة إدارة المحتوى تعزز التواصل بين المعلمين والطلاب حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً. وهذا يؤدي إلى زيادة الشفافية والاستجابة السريعة لأي استفسارات قد تكون لدى الطالب أثناء سير عملية التعلم لديه.
**التحديات والحلول المقترحة**
على الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن هناك بعض العقبات الرئيسية أمام تبني تكنولوجيات جديدة في القطاع التعليمي:
- تكلفة الإعداد والبنية الأساسية: إن بناء بنية تحتية رقمية مناسبة للنظام التعليمي الحالي يكلف الكثير وقد يستغرق وقتا طويلاً قبل رؤيتها نتائج فعالة منها. الحلول هنا تتضمن البحث عن شراكات حكومية/عالمية لإحداث تغييرات تدريجية تستند على نقاط قوة كل طرف مشارك لتحقيق أهداف مشتركة طويلة المدى وفي ذات الوقت مراعاة الاحتياجات الملحة قصيرة المدى أيضاً حيث يتم التركيز حالياً على مشاريع تطوير تقنيات المستقبل والتي ستكون متاحة بأقل تكلفة نسبيا مقارنة بالإستثمار الأولي الضخم اللازم لها حاليا .
- مهارات التدريس المتغيرة: تحتاج المعايير الجديدة المرتبطة بالتكنولوجيا لمجموعة مختلفة من مهارات التدريس مقارنة بالممارسات القديمة المعتمدة فقط على الكتاب الدراسي والحلقات الدراسية وجهًا لوجه مباشرة . ولحل تلك المشكلة ، فإن الاستراتيجيات الفعّالية تشمل توفير دورات تدريبية منتظمة لكافة أفراد المجتمع التربوي بمختلف درجاتهم الوظيفية والفئات العمرية المختلفة لهم بصرف النظر عمّا إذا كانت وظائف هؤلاء الأفراد بالقطاعات الخاصة أم العامة وذلك لأن تطوير القدرات المعرفية للقائمين عليها يعد جزء أساسياً ضمن أي خطة شاملة هدفُ