أزمة المياه العالمية: تحديات وتداعيات مستقبلية

تواجه الأزمة العالمية للمياه، التي تُعتبر أحد أهم التحديات البيئية والاجتماعية في القرن الواحد والعشرين، مجموعة معقدة ومتشابكة من المشكلات. يمكن تقسيم

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:
    تواجه الأزمة العالمية للمياه، التي تُعتبر أحد أهم التحديات البيئية والاجتماعية في القرن الواحد والعشرين، مجموعة معقدة ومتشابكة من المشكلات. يمكن تقسيم هذه القضية إلى عدة جوانب رئيسية تشمل العرض والنظام البيئي والاستخدام البشري والتغير المناخي.

**العرض**:

يشكل شحّ المياه مصدر قلق كبير حول العالم حيث يعاني أكثر من مليار شخص حاليا من نقص حاد في الوصول إلى مياه الشرب الآمنة. هذا الوضع يتفاقم بسبب زيادة الطلب بسبب الزيادة السكانية المتوقعة بحلول عام ٢٠٥٠ والتي قد تصل إلى ١١ مليار نسمة وفقاً لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيرات المناخ (IPCC). بالإضافة لذلك، فإن تغير النظم الإيكولوجية الطبيعية مثل الجليد والقشرة الجليدية القطبية يؤدي إلى تغيير تدفقات المياه ويقلل كميتها.

**النظام البيئي**:

يعد النظام البيئي ركنا أساسياً لحياة كل كائن حي على الأرض وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بمواردها المائية. فالصحة العامة للنهر أو البحيرة تعتمد مباشرة على نوعية مكوناتها وفيضاناتها وأحوالها الجوية وغير ذلك من عوامل بيئية أخرى. عندما تتدهور جودة الماء نتيجة للاستنزاف غير المخطط له للطبقات الجوفية أو الصرف الصحي غير الكافي أو التلوث الصناعي، يحدث اختلال توازن خطير في الحياة الدقيقة داخل تلك المسطحات المائية مما يؤثر لاحقًا على باقي الأحياء المائية وعلى شبكات الغذاء فوق البر اليابس أيضًا.

**الاستخدام البشري**:

يتزايد الاستخدام التقليدي للمياه بشدة خاصة للاغراض الزراعية والصناعية رغم انخفاض متوسط نصيب الفرد سنويا منذ الثمانينيات حسب بيانات الأمم المتحدة. كما أدى التحضر وانتشار المدن العملاقة إلى تفاقم الضغط على موارد المياه المحلية نظرا لنمو عدد سكان المناطق الحضرية بوتيرة أعلى بكثير مقارنة بالمناطق الريفية خلال العقود الأخيرة. علاوة على ذلك ، فإن تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري يساهم أيضا بإعادة ترتيب مسارات هطول الامطار وبالتالي خفض مخزونات المياه للأجيال المستقبلية.

**التغير المناخي**:

إن تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمي ليس محصور فقط ضمن حدود منطقة واحدة بل هو قضية عالمية تؤثر بشكل مباشر على دورة حياة جميع أشكال الحياة بكل تجلياتها المختلفة بداية بأشكال الحياة المجهرية وانتهاء بأنواع الحيوانات الأكبر حجما بما فيها البشر الذين يعتمدون اعتمادا رئيسيا على المياه النقية للبقاء والحفاظ على صحتهم. إن آثار الاحترار الحالي ستؤدي بلا شك لمزيد من التصحر وقلة محصول النبات والانهيار التدريجي لنظم التربة والموائل الرطبة وما ينجم عنه من خسائر اقتصادية واجتماعية هائلة تستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة وجذرية للتكيف والتكييف مع تأثيرات تغيرات المناخ المحتملة .

هذه هي نبذة موجزة عن موضوع "أزمة #مياه_العالمية" المركب والمتعدد الأبعاد والذي يعكس حاجتنا الملحة لاتباع نهج شامل وفعال لإدارة موارد المياه لدينا بطريقة مستدامة تضمن حق الاجيال القادمة بالحصول على حقوقهم الأساسية فيما يتعلق بالماء.


رجاء الزاكي

4 مدونة المشاركات

التعليقات