التأثير النفسي للعمل عن بعد خلال جائحة كوفيد19: التحديات والفرص

مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً, وجد العديد من العاملين أنفسهم يعملون من المنازل. هذا التحول المفاجئ نحو العمل عن بعد لم يكن مجرد تغيير مكان العمل

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً, وجد العديد من العاملين أنفسهم يعملون من المنازل. هذا التحول المفاجئ نحو العمل عن بعد لم يكن مجرد تغيير مكان العمل فحسب؛ بل كان له تأثيرات نفسية عميقة على الأفراد. هذه الدراسة تبحث في الجوانب الإيجابية والسلبية للتجربة النفسية للعاملين الذين اضطروا إلى الانتقال إلى بيئة عمل محلية أثناء الوباء.

الفوائد المحتملة للعمل عن بعد

مرونة الزمن والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية:

احتضان العمل عن بعد قد فتح الباب أمام المرونة التي طالما سعى إليها كثير من الأشخاص. بإمكان العمال الآن إدارة وقتهم بكفاءة أكبر وتخصيصه بين مختلف جوانب حياتهم - سواء كانت الرعاية المنزلية أو الترفيه الشخصي. يمكن لهذه الحرية توفير درجة معينة من الاسترخاء وتعزيز الصحة العامة والعافية.

الحد من الضغوط اليومية المرتبطة بالحركة والنقل:

تجنب التنقل اليومي يوفر الكثير من الوقت والجهد والموارد المالية. كما أنه يخفض مستويات القلق الناجمة عن حركة المرور والحاجة المستمرة للتحرك داخل المدينة. الأوقات الصباحية المسائية التي تم تقليلها توفر فرصة للاسترخاء والاستعداد بشكل أفضل ليومي العمل والراحة.

التحديات النفسية المرتبطة بالعمل عن بعد

الشعور بالعزلة وعدم التواصل الاجتماعي:

العمل في عزلة طويلة الأمد قد يؤدي إلى مشاعر العزلة الاجتماعية والشعور بالإقصاء. العلاقات البشرية الأساسية مهمة للحفاظ على الصحة الذهنية الجيدة، وبالتالي فإن فقدان الاتصال المنتظم مع زملاء العمل والمشاركة المجتمعية يمكن أن يتسبب في انخفاض الروح المعنوية والإنتاجية.

تحديات الحفاظ على حدود واضحة بين العمل والحياة الخاصة:

غالبًا ما يصعب الفصل بين البيئة العملية والبيئة الشخصية عندما يتم دمج الاثنين سويا ضمن مساحة واحدة. هذا الأمر قد يؤدي إلى زيادة متطلبات العمل خارج ساعات الدوام الرسمي مما يساهم في تحميل المزيد من المسؤوليات المفروضة ذاتيًا والتي تساهم أيضا في رفع مستوى الضغط النفسي.

تأثير ضوء الشمس الطبيعي وممارسات نمط الحياة الصحية:

الانقطاع المنتظم عن أشعة الشمس والأنشطة الخارجية مثل الرياضة وغيرها بسبب الاعتماد الكبير على الشاشات الإلكترونية لساعات طويلة كل يوم ينتج عنه آثار ضارة محتملة تتعلق بالنظام البدني والصحي العام للإنسان بما فيه التأثير السلبي على النوم وجودته.

لذا، بينما توفر بيئات العمل الافتراضية مزايا مختلفة للأفراد المؤسسات alike , إلا أنها ليست خالية تماما من الآثار الجانبية المؤثرة على الحالة النفسية للمستخدمين منها . لذلك ، فإن التعامل بحكمة وإدارة تلك المجالات بطريقة فعالة هو أمر ضروري لإحداث توازن صحي يعكس نتائج ايجابيّة لكل طرف معنّى بذلك الوضع الجديد نسبياً والذي فرضته ظروف غير مواتيه أصلاً وهي حالة تفشي مرض كوفيد - 19 الذي اجتاح العالم منذ بداية عام ٢٠٢٠ حتى صدور هذه الدراسة.


رنا العسيري

8 مدونة المشاركات

التعليقات