- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار التكنولوجيا الرقمية في حياتنا اليومية،أصبحت لها تأثيرات عميقة ومتنوعة على قطاع التعليم. ومن ناحية، يمكن لهذه الثورة التقنية تقديم العديد من الممكنات التي تعزز العملية التعليمية وتوفر طرقاً أكثر فعالية للتواصل والتعلم. إلا أن هناك أيضاً مجموعة من التحديات المصاحبة لهذا التحول الذي يستوجب الاهتمام به واستيعابه لتجنب الآثار السلبية المحتملة.
تعد القدرة على الوصول إلى المعلومات والمعرفة أحد أهم المكاسب التي جلبتها التكنولوجيا للتعليم. فمن خلال الإنترنت، أصبح لدى الطلاب والمدرسين حول العالم الإمكانية للاطلاع على كم هائل من المواد التعليمية والتفاعلية مثل الدروس المرئية والشروحات الصوتية والفيديوهات التعريفية وغيرها الكثير مما كان متعذراً الحصول عليه سابقاً بدون تكاليف باهظة أو مجهود كبير. بالإضافة لذلك، توفر وسائل التواصل الاجتماعي المنابر لشبكات اجتماعية تعاونية حيث يتبادل المعلمون والطلاب وأصحاب الخبرة تجاربهم ومعارفهم بطريقة مباشرة وفي الوقت الفعلي. كما أنها تساهم أيضا بتسهيل العمل الجماعي المشترك عبر مسافات طويلة والذي قد يعد أمرا مستحيلا ضمن البيئة الدراسية التقليدية.
وعلى الجانب الآخر، فإن استخدام التكنولوجيا في التعليم له عواقب محتملة تحتاج لمراقبتها والتوجيه الصحيح لها. فالاعتماد الزائد عليها قد يؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز الذاتي والاستقلالية عند المتعلم بسبب الاعتياد الكلي على البحث المستمر عن المعلومة الجديدة بدلاً من تطوير المهارات اللازمة لاستخراج هذه المعلومات بنفسه وبشكل استراتيجي. أيضا, خطر تعرض الأطفال والأطفال الصغار لعناصر غير مناسبة عبر الانترنت يشجع على وضع سياسات وقائية صارمة للحفاظ علي خصوصيتهم وأمان بيئات تعلمهم الإلكترونية . علاوةَ علی ذلك ،إن عدم المساواة الرقمية بين المجتمعات المختلفة داخل الدولة الواحدة وخارج الحدود الدولية معرض لأن يقسم المجالات الأكاديمية ويضيق نطاق الفرصة أمام شرائح كاملة ليس لديها إمكانية الوصول لهذه الوسائل الحديثة سواء كانت هذه الشريحة بسبب فقرة اقتصادية أو عوامل ديمغرافية أخرى كالسن والجنس والقرب المكاني.
ومن أجل تحقيق توازن فعال بين مزايا ومساوئ إدراج التكنولوجيا الحديثة في التعليم العام , ينصح باتباع نهج شامل يركز على خلق بيئات تعليمية رقمية آمنة وملائمة للعصر الحالي مع ضرورة وضع خطوط توجيهية واضحة لقواعد الاستخدام والحماية الشخصية للأجيال المقبلة. هذا النهج سيضمن بأن يتم تحقيق الأهداف الأساسية للعملية教育 - وهي نقل المعرفة وتعزيز مهارات حل المشكلات - وذلك باستخدام أدوات القرن الحادي والعشرين المناسبة لتحقيقه بكفاءة واحترافية عالية التشغيل.