- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها العالم اليوم، برزت فكرة تحويل المخلفات البلاستيكية إلى مصدر طاقة نظيف كحل مبتكر ومستدام. هذه العملية، المعروفة باسم "إعادة التدوير الحرارية" أو "النسغ الحراري"، تهدف إلى تجاوز مشكلة تراكم النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى سلعة ذات قيمة اقتصادية.
البلاستيك، الذي أصبح جزءًا أساسياً من حياة البشر، يشكل الآن تهديداً خطيرا للبيئة بسبب بطء عملية التحلل وعدم القدرة على التعامل مع كميات كبيرة منها. وفقاً لتقرير حديث من منظمة الأمم المتحدة، ينتج العالم حوالي 322 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويا، حيث يتم إعادة تدوير أقل من ١٠٪ منها فقط.
الحلول التقليدية لإدارة النفايات البلاستيكية مثل الدفن الصحي والتخلص الحراري قد أثبتت محدوديتها بسبب مخاطرها المحتملة على الصحة العامة والبيئة. لذلك، بدأت العديد من البلدان الاستثمار في تقنية إعادة التدوير الحرارية لتحويل هذه المخلفات إلى وقود حيوي وزيت ثقيل واستعادة الطاقة الحرارية الضائعة.
كيف تعمل تقنية النسغ الحراري؟
تقنية النسغ الحراري تتضمن ثلاث مراحل رئيسية. الأول هو جمع وتنقية المواد البلاستيكية المستخدمة والتي عادة ما تكون غير قابلة لإعادة التدوير عبر الأساليب التقليدية. بعد ذلك، يتم ضغط هذه المواد وإنتاج غاز يمكن استخدامه مباشرة كوقود حيوي، أو تمريره عبر محول حراري لتصنيع زيت ثقيل قابل للاستخدام في مصانع الصلب والصناعات الكيميائية.
أخيرا، يستغل النظام أيضًا الحرارة الناجمة عن العمليات لتشغيل توربينات لإنتاج الكهرباء، مما يعزز الفائدة الاقتصادية للمشروع ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
مزايا هذه الطريقة عديدة؛ فهي ليست فعالة بيئياً فحسب بل أيضاً توفر فرص عمل جديدة في مجالات البحث والتطوير وصيانة المحطات الجديدة بالإضافة الى أنها تساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
بالرغم من الجهود المبذولة عالمياً نحو تحسين إدارة النفايات البلاستيكية، إلا أنه مازالت هناك تحديات يجب التغلب عليها قبل تحقيق الانتشار الواسع لهذه التكنولوجيا بما يتعلق بتكاليف التشغيل والعوائق القانونية الضريبية والحوافز الحكومية.