- صاحب المنشور: بكر بن غازي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الثوري تقنيا، تواجه المجتمعات تحديًا غير مسبوق يتمثل في تحقيق التوازن الصحيح بين اعتماد التقنية الحديثة والحفاظ على القيم الروحية والدينية. هذه المقالة ستستكشف العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والإيمان وكيف يمكن لمجتمعنا الإسلامي أن يضبط هذا التوازن للحفاظ على هويتنا الثقافية والدينية بينما نستثمر أيضا في الفوائد التي تقدمها التطورات التكنولوجية.
الاستفادة من التكنولوجيا بدون تنازل عن القيم الدينية:
1. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة إيمانية:
يمكن اعتبار الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعية أدوات قيمة لنشر الرسائل الإسلامية وتعزيز الوعي الروحي. من خلال إنشاء مجموعات ومناقشات عبر الإنترنت تركز على موضوعات الدين والقيم الأخلاقية، يستطيع الأفراد الوصول إلى مجموعة واسعة من الناس الذين قد لا يتمكنون من حضور الجلسات التعليمية التقليدية أو العبادات الجماعية. ولكن يجب التأكد دائماً بأن المحتوى الذي يتم مشاركته يتوافق مع الأخلاق والأخلاقيات الإسلامية.
2. التعلم الإلكتروني والتدريب المهني:
تتيح لنا التكنولوجيا فرصاً متعددة للتعليم المستمر والمشاركة التدريبية مهارات جديدة. كثيرٌ من الجامعات والمعاهد الدينية استغلت هذه الفرصة لتقديم دورات عبر الإنترنت والتي تسمح بتعليم أكثر شمولية وتوفير وقت وجهد الطلاب والمدرسين أيضاً. إلا أنه ينبغي الانتباه للمحتويات العلمانية وغير الشرعية الموجودة أيضًا وقد تحتاج لفحص دقيق قبل اختيار أي مصدر تعليمي.
3. الصحة الرقمية والعلاقات الأسرية:
تكشف جائحة كورونا الأخيرة مدى أهمية وجود شبكة اجتماعية صحية رقمياً خاصة داخل الأسرة الواحدة. حيث أصبح الزووم والصوت والفيديو طريقة فعالة للتواصل البعيد المدى وبناء روابط أعمق حتى حين تكون المسافات كبيرة بين أفراد العائلة. لكن يجب أيضاً تشجيع الوقت الواقعي للعلاقات الإنسانية لتجنب الاعتماد الكلي على العالم الرقمي والذي يمكن أن يؤدي لانقطاع العلاقات الشخصية الطبيعية.
الاستراتيجيات العملية لتحقيق هذا التوازن:
* تأمين الاتصال الأثيري: تأكد دائمًا بأن التطبيق أو الموقع الإلكتروني يحترم حقوق المسلمين ويقدم محتوى مناسب لهم ولمعتقداتهم الدينية.
* إدارة الوقت الرقمي: وضع حدود واضحة لاستخدام الأجهزة الذكية وأوقات محددة للاستراحة بعيداً عنها لحماية أعصاب الجسم وتركيز الأفكار.
* التربية الرقمية للأطفال: توجيه الأطفال نحو المواقع والبرامج المناسبة عمراً وعقائدياً وضمان وجود رقابة أبوية مناسبة لتحقيق بيئة آمنة لهم أثناء التصفح.
* مراقبة النفس: تقوية الشعور الداخلي بالتقييم الذاتي واتخاذ قرار قبول شيء أم رفضه بناءً على القيم الإسلامية وليس مجرد الانجراف خلف كل ما هو جديد وحديث بالمجتمع الغربي خصوصا .
الخلاصة:
بالرغم من كون التكنولوجيا عامل مهم وشامل في حياتنا الحالية والمستقبلية، الا ان المهم هنا إعادة تحديد الأولويات وفق منظور اسلامي واضح وصريح وذلك بإعطاء المكانة اللازمة للإيمان والعبادات وجعلها محور حياة الإنسان المسلم كي يبقى ثابتاً ملتزماً برسالته السامية وسط بحر تكنولوجي عاصف ومتغير باستمرار!