الدرس الحادي عشر
دماءٌ تنزف على أرض فلسطين..
إلى حيث توقفت أقلامنا
حائط البراق هذا هو ما يُدعى هذه الأيام حائط المبكى والذي يعتبر اليوم
ملكية يهودية خالصة لا عالقة للمسلمين بها.. وبالإمس لا علاقة لليهود بها وهو الحائط الذي يحد المسجد
الأقصى من الجهة الغربية..
وهو الحائط الذي ربط النبي "محمد" فيه فرسه
البراق بحلقة قبل أن يدخل إلى المسجد ويصلي بالأنبياء قبل أن يُعرج به إلى
السماء.. أما اليهود فيعتبرونه الحائط الوحيد المتبقى من الهيكل.. ويبكون
عنده حسرة على خراب الهيكل.
كان يبدو أن الثورة قد هدأت نوعًا ما بعد أعمال القمع الرهيبة
التي كان الجيش
البريطاني يجيدها ويحبها ويستمتع بها.. وكان "ماستيم" يحلق فوق مكان
عجيب.. مسجد من مساجد حيفا.. وكان يمكنك أن تسمع صوت الخطيب عاليًا
يدوي في القلوب:
- قال ربكم العظيم.. "ألا تقاتلون قومًا نكثوا إيمانهم وهمّوا بإخراج
- يا أيها الناس، لقد علمتكم أمور دينكم حتى صار كل واحد منكم
الرسول وهم بدأوكم أول مرة.. أتخشونهم..
فالله أحق أن تخشوه
إن كنتم مؤمنين"
و أعاد الجملة الأخيرة ثالث مرات.. كان صوته متهدجًا دافئًا متحمّسًا حزينًا
حقيقيًّا.. ثم قال لهم:
عالمًا بها.. وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد..ألا هل
بلغت.. اللهم فاشهد
فإلى الجهاد أيها المسلمون.
ضج المسجد بالبكاء والتأثر.. كان هذا هو "عز الدين القسام".. أزهري من أهل
سوريا قاد الناس في بلده سوريا ضد الإحتلال الفرنسي.. ثم سافر إلى فلسطين
ليقود الناس ضد الإحتلال البريطاني.. بعد ساعة من تلك الخطبة بدأت السلطة
تبحث عنه بحثها عن الإرهابيين..