- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:تُعتبر التكنولوجيا عاملاً جوهرياً في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي. مع الاستمرار في التقدم التقني وتبني الابتكارات الرقمية، يواجه العالم تغييرات دراماتيكية في طريقة عملنا وكيفية توزيع الدخل. هذا التحول ليس مجرد تغيير تكنولوجي بل له انعكاسات مباشرة على القوى العاملة والمستويات الحالية للدخل.
التأثير الأول: الأتمتة والوظائف المتلاشية
الأتمتة -أو استبدال العمالة البشرية بأنظمة الآلات أو البرمجيات- هي أحد أكثر جوانب التكنولوجيا تأثيرًا. وفقا لدراسة أجراها البنك الدولي، يمكن للأعمال التي تتطلب مهارات متوسطة أن تخسر حوالي 73% من وظائفها بسبب الأتمتة بحلول عام 2030. هذه الخسائر المحتملة للوظائف قد تؤدي إلى زيادة البطالة، خاصة بين العمال ذوي المهارات المنخفضة. ولكن، بالمقابل، فإن التكنولوجيا أيضا تقوم بإنشاء فرص جديدة. الصناعات مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الكبيرة، والحوسبة السحابية تحتاج إلى موظفينHighly skilled (مهن عالية المهارة)، مما يخلق طلبًا جديدًا لهذه النوعية من الوظائف.
التأثير الثاني: تحويل الدخول
تساهم التكنولوجيا أيضًا في إعادة توجيه الدخول داخل المجتمع. الشركات الناشئة والتطبيقات الرقمية غالبًا ما تستغل الأسواق العالمية لتوفير خدمات وبضائع بأقل تكلفة ممكنة، وهذا يؤدي عادة إلى انخفاض أسعار المنتجات والخدمات. بينما يستفيد المستهلكين من ذلك بتوفر منتجات أفضل وأرخص، إلا أنه قد يتسبب في ضغط هبوطي على معدلات الدخل بالنسبة للموردين المحليين الذين يكافحون للتكيف مع هذه المنافسة الجديدة. كما أنها تعزز عدم المساواة في الدخل، حيث يتمتع الأفراد الأكثر قدرة على الوصول إلى واستخدام التكنولوجيا بميزة تنافسية أكبر.
التدابير اللازمة لمواجهة هذه التحديات
لتقليل آثار سلبي آثار التكنولوجيا على سوق العمل والدخل الفردي، هناك عدة تدابير يمكن اتخاذها:
- التدريب المستمر: يجب تعزيز البرامج التعليمية والتدريبية لتوفر العمال بالمهارات اللازمة لسوق العمل الجديد الذي يشجع عليه التطور التكنولوجي.
- الاستثمار في رعاية الطفل والبنية الأساسية الاجتماعية: هذا مهم لمساعدة النساء والأمهات تحديدًا على مواصلة مساراتهن المهنية أثناء استخدامهم للتكنولوجيا الحديثة والتي تتطلب عملا بعيدا عن المنزل وفي أيام محددة دون المرونة الزمنية.
- تشجيع الأعمال الصغيرة والمتوسطة: دعم الشركات المحلية في تحديث أعمالها واستخدام التقنيات الجديدة سيؤدي إلى خلق المزيد من الفرص للحفاظ على مستوى ثابت من دخلهم.
- إعادة النظر في السياسات الضريبية: تعديل الضرائب بطرق تعطي حوافز للشركات للاستثمار في البحث والتطوير وكذلك تزويد العاملين بمعدلات رواتب أعلى يساعد في تقاسم فوائد الثورة التكنولوجية بالتساوي بين جميع أفراد المجتمع وليس فقط كبار رجال الأعمال والشركات متعددة الجنسيات.
هذه بعض الأمثلة فقط لكيفية تأثر اقتصاديات الدول والتغيرات المرتبطة بها نتيجة للإدخالات الهائلة لاستخدام الخدمات الإلكترونية المدعومة تكنولوجيا المعلومات الحديثة عالميا ومن قبل شركات كبيرة وشركات ناشئة صغيرة كذلك ضمن