- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:لقد شهد العالم تحولات تقنية عميقة في العقود الأخيرة، وكان أحد أهم هذه التحولات هو ظهور إنترنت الأشياء (IoT). هذا النظام الذي يربط الأجهزة والآلات والأنظمة عبر الإنترنت قد غير وجه الحياة الحديثة بشكل جذري. لكن التأثير الأكثر إثارة للاهتمام ربما كان على الجانب الاقتصادي.
القيمة السوقية
منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تزايدت القيمة السوقية لمجال IoT بسرعة كبيرة. وفقا لتقرير صدر عن MarketsandMarkets، فإن قيمة السوق العالمية لـ IoT المتوقعة ستصل إلى حوالي 1,266 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028 بنمو بمعدل سنوي مركب قدره 7.4٪ خلال الفترة من 2023 إلى 2028. هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على الحلول المستندة إلى IoT والتي تتضمن الرعاية الصحية الذكية، والحوسبة السحابية، والأتمتة الصناعية وغيرها الكثير.
الإبداع الوظيفي
بالإضافة إلى خلق فرص جديدة للأعمال التجارية التقليدية، أدى إنترنت الأشياء أيضا إلى ظهور وظائف ومجالات عمل جديدة تماماً. فمهندسو البرمجيات ذوو الخبرة في التكنولوجيا الخاصة بالإنترنت المدمجة هم مطلوب بشدة الآن. كذلك، هناك حاجة متنامية للخبراء في مجال الأمن الإلكتروني لحماية البيانات الحساسة التي يتم جمعها بواسطة الأجهزة المنطقلة.
الكفاءة التشغيلية
داخل الشركات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة، يمكن لإدارة الأصول باستخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء تعزيز الكفاءة التشغيلية وتوفير المال. فهو يساعد على مراقبة الحالة الفعلية للمعدات وتوقع الأعطال قبل وقوعها، وبالتالي تقليل الوقت والتكلفة المرتبطتين بالإصلاحات الطارئة. كما أنه يسمح بتخطيط أفضل للإنتاج والاستخدام الأمثل للموارد.
التحديات المحتملة
رغم الفوائد العديدة، يجلب إنترنت الأشياء أيضًا تحديات محتملة مثل زيادة المخاطر الأمنية بسبب عدد كبير ومتنوع من نقاط الضعف المحتملة داخل الشبكات المعقدة لهذه الأنظمة. علاوة على ذلك، قد تواجه بعض البلدان نقصًا في المهارات اللازمة لاستيعاب هذه التكنولوجيات الجديدة واستغلالها بكفاءة. لذلك، أصبح التعليم والتدريب مهمان أكثر من أي وقت مضى لدعم اقتصاد مستقبل مبني حول إنترنت الأشياء.
وفي النهاية، يبدو واضحا بأن تأثير وإنترنت الأشياء سيكون طويل المدى وأنه سيستمر في تشكيل مشهد الأعمال العالمي بطرق عديدة ومعقدة.