• صاحب المنشور: حنفي بن عمر
  
  ملخص النقاش:
  يتناول هذا النقاش اقتراحاً جريئاً يقترح توقيف كامل لأنشطة الوقود الأحفوري فورياً، وهو موقف يُبرز تحدياته الجميلة الشاوي عبر احتمال حدوث اضطراب اقتصادي كبير نظراً لأهمية هذه الصناعة بالنسبة لكثير من الاقتصادات العالمية. فيما رد أشرف بن عبد الله مؤيداً خشيتها الأولية، لكن واقتراح تدرج أقل عنفاً في الانقطاع عنها مصاحبا بتوسعة كبيرة للاستثمارات في مجال الطاقات البديلة والمتجددة. وقد قابلت ياسمين المدغري بهذا الرأي قائلة إنه رغم حساسية الفترة الحرجة والمطالب بمبادرات صارمة وغير مجدولة الزمن إلا أنها توافق على النهج الانتقالي المطروح بشرط تحديد وإعلان واضح للنطاق العام لخارطة الطريق القائمة عليه.

وتزداد تعقيد المعركة عندما يتم توضيح الآثار الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بكل نهج؛ فالاستراتيجيات المفاجئة قد تؤدي الى اختلالات اجتماعية وانتشار البطالة بالإضافة لتراجع مستوى الخدمات العامة نظراً للإجراءات المجبرة. أما الأفكار الأكثر اعتدالا فتضمن المزيد من فرص إعادة الهيكلة ومن ثم خفض نسب تأثير القرار السلبي ضمن المشاريع الواقفة والمعنية بصناعات النفط القديمة والتي ستتحول لاحقا لمصادر جديدة للدخل والسعي المستمر لبناء مستقبل مختلف تمام الاختلاف بعيدا عن الأسواق التقليدية.

وفي الأخير تصبح العملية المنشودة عبارة عن مسعى ملتبس مليء بالمخاطرة والتوقعات المتنوعة حول طريق واحد يسعى لنيل هدفه - "إنقاذ الأرض"- فهو حين يلعب دورا رئيسا بهذه المسابقة الرومانسية بين الواقع والحلم يتعين التفكير بأبعاد واستراتيجيات دقيقة للغاية بهدف تحقيق التوافق المثالي بينهما وبالتالي ضمان الحصول على أفضل سيناريو ممكن للحياة الإنسانية وخلق مجتمع أكثر انسجامًا واستدامة داخل مظلة الطبيعة الراسخة.