• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، أصبح التحول الرقمي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لكل البشر. هذا التطور التكنولوجي الهائل لم يترك مجالاً إلا وتأثر به، ومن بين هذه المجالات قطاع التعليم الذي شهد تحولات جذريّة خلال السنوات القليلة الماضية. من ناحية، ينطوي التحول الرقمي على فرص كبيرة لتحسين العملية التعلمية؛ حيث يمكن استخدام أدوات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقديم تعليم شخصي ومبتكر يصل إلى كل طالب بمستواه الخاص. كما تتيح التقنيات الحديثة الوصول إلى موارد تعلم غير محدودة ومتاحة من أي مكان وفي أي وقت، مما يعزز الفعالية والكفاءة الأكاديمية للطلبة والمعلمين على حد سواء.

لكن رغم هذه الإيجابيات الواضحة، يواجه العالم تحديات عديدة مرتبطة بهذا التحول الرقمي أيضاً. فالتفاوت الجغرافي والإقليمي الكبير في توفر الإنترنت وأجهزة الحاسوب مثلا يشكل عائق كبير أمام المساواة educational access ويؤدي إلى زيادة الفجوة المعرفية بين الطلاب الأكثر ثراء والأقل ثراء. بالإضافة لذلك هناك مخاطر متعلقة بالأمن الإلكتروني واستخدام المحتوى الغير مناسب عبر الانترنت والتي تحتاج لأليات مراقبة وتعليم لمنعها.

ومن منظور آخر، يؤكد البعض بأن الطبيعة الشخصية للتفاعلات الإنسانية تجعل التعلم في الصفوف الدراسية أكثر فعالية مقارنة بالبيئات التعليمية الافتراضية تمامًا. فالجانب الاجتماعي والعاطفي للتعليم غالبا ما يتم تجاهله أو تقليل أهميته عند التركيز فقط على الناحية التقنية والذكيه للمحتويات التعليميه المتوفره اونلاين . لكن مع ذلك فإن العديد من الباحثين يحاولون حاليا تطوير حلول مبتكرة لدمج أفضل لكل التجارب العنصرية والفائضة نحو تقديم تجربة تعليم رائدة تجمع بين مزايا كلا البيئتين دون خسارة اي منهما لصالح الآخر.

وفي النهاية ، يبدو واضحا أن مستقبل التعليم سيتأثر بشكل عميق بتوجهات التحولات الاقتصادية والثقافية الجارية . ولذلك من الضروري العمل الآن لإعداد جيل جديد مجهزا جيدا لهذه المهارات الجديدة والاستفادة القصوى منها وبناء استراتيجيات مناسبة للاستثمار الأمثل لها تفاديا لاحقا للإقصاء والتهميش بسبب عدم مواكبته لهذا النهوض العلمى الجديد .