في الإسلام، سترة المسلم الذي ارتكب خطيئة واستتر عنها، ثم تاب إليها، تعتبر من أعمال البر والخير العظام. كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة". هذا يشمل جميع أشكال الستر مثل كتمان الأمر عن الناس، الدفاع عن الشخص في غيابه، الثناء عليه بين الناس، والنصائح لإرشاده نحو طاعة الله وطرق الاستقامة.
إذا تزوج رجل امرأة عرف بأنه وقعت في خطيئة قبل الزواج ولكنه توبة منها حقا ورغب في سترتها بإعفافها وتعليمها الخير، فهذا العمل يعتبر جزءاً من الستر المنشود. ليس فقط أنه يوفر لها مكاناً آمناً بعيداً عن الذنب مرة أخرى، ولكنه أيضاً يقوم بدوره المجتمعي الكبير بتوفير بيت مناسب يعطيها الحقوق الزوجية والإنسانية.
بالعودة إلى الفتوى، هناك العديد من الأمور التي يجب مراعاتها عند التعامل مع هذه الحالة. إن كانت المرأة صادقاً فيما تقوله بشأن توبة قلبية، وكان سلوكها يوحي بأنها قد توقفت بالفعل عن الخطيئة وتسعى للعيش حياة جديدة نقية، فإن استمرار الستر عليها سيكون خياراً مناسباً. ومع ذلك، إذا كانت هناك علامات تشير إلى عدم صدق التوبة أو وجود نوايا لارتكاب نفس الأخطاء مجداً، فقد يكون الفصل أفضل لحماية النفس والأخرى من الوقوع في المزيد من الخطايا. وفي جميع الأحوال، يبقى القرار النهائي لقائد المجتمع (ولي أمر) إذا كانت الظروف تتطلب التحرك وفق القانون والشريعة الإسلامية.
وفي نهاية المطاف، يبقى هدف الإسلام تحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على سلامة الأفراد ضمن حدود الشريعة الإسلامية.