الإجماع في اللغة يُطلق على العزم والاتفاق، أما اصطلاحاً، فهو اتفاق جميع مجتهدي المسلمين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي معين. هذا الاتفاق يعني عدم وجود أي اعتراض من جانب أي عالم مسلم مؤهل. هناك عدة أنواع للإجماع حسب درجة يقينيته؛ فهناك الإجماع القطعي والذي يتمثل فيما تواتر العلم به، مثل الإجماع على وجوب الصلوات الخمس وتكفير خالفاته. ثم يأتي الإجماع الظني وهو ما يحتاج للتتبع والاستقراء. قد يرى البعض أنه ممكن الثبوت بينما يذهب آخرون إلى عدم ذلك. ومع ذلك، تبقى كلتا الفئتين تُعتبران حججاً واضحة وصحيحة وفق التعاليم الإسلامية.
وفيما يتعلق بشروط الإجماع، يجب أن تثبت طريقته بشكل صحيح سواء عبر شهرتها بين علماء الدين أو نقلها بواسطة شخص موثوق واسع المعرفة. كما أنه لا ينبغي أن يسوده خلاف سابق مستقر؛ فالاختلافات القديمة ليست ملغاة بالإجماع الجديد، ولكنه يعمل بدلاً من ذلك لمنع ظهور اختلاف جديد. ويُفضل أيضاً ألا تنقطع حياة المجتمع المتفق عند انتهاء فترة التفاهم حتى يحافظوا على توافقهم ضد التغيير المستقبلي المحتمل. وبالتالي، فإن إجماع العلماء له مكانة كبيرة ضمن المنظومة القانونية والدينية للمسلمين. إنه مصدر رئيسي لإضافة تفسيرات جديدة للقانون الإسلامي (الشريعة)، بشرط احترام ادلة الكتاب والسنة اللذان هما المصدر الأصلي والقاعدة الأولى لفهمهما والتطبيق العملي لها.