- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
لقد أصبح دور وسائل التواصل الاجتماعي موضوعًا مثيرًا للجدل بشكل متزايد فيما يتعلق بتأثيرها على المجتمع. وبينما يمكن لهذه المنصات الرقمية توفير فرص للتواصل والتعبير الحر وتعزيز القضايا الاجتماعية الهامة، إلا أنها غالبًا ما تُستغل كساحة خصبة لترويج خطاب الكراهية والعنف المتوجه نحو النساء. سنستكشف هنا كيف تساهم بعض جوانب استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا في نشر ثقافة عدم الاحترام والمضايقات والإساءة الجسدية عبر الإنترنت وغيرها من أشكال العنف الجنسي المرتبط بغالبًا بالجنس الأنثوي.
تأثير الخطاب المؤذي عبر الإنترنت
تُعتبر مواقع التواصل مثل تويتر وإنستغرام وحتى الفيسبوك مساحات مفتوحة نسبياً حيث ينشر الأفراد آرائهم وأفكارهم بحرية أكبر عما قد يجرؤون عليه خارج العالم الافتراضي. هذا الترخيص الذاتي الذي يبدو أنه يُمنح للمستخدمين يؤدي إلى زيادة ظهور المحتوى السلبي والجذري والذي يستهدف أفراد محددين بناءً على جنس أو هوية أو توجه جنسي معين. الرسائل التي تحتوي على لغة خادشة وكلمات مهينة تجاه النساء تصبح أكثر انتشاراً بسبب سهولة الوصول إليها وعدم وجود رقابة فعالة. هذه الظاهرة ليست مجرد "إزعاج" بسيط بل هي جزء من نمط أوسع يعرف باسم "العنف الإلكتروني" وهو شكل من أشكال التنمر عبر الانترنت والتي لها آثار طويلة المدى على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد المستهدفين.
تشويه صورة المرأة وانتقاد الشكل البدني
يشمل العنصرية أيضًا التشهير بالنماذج الجمالية للمرأة واحتقار ظهور الجسم الطبيعي. هذه الهجمات لا تستهدف البنات والشابات فحسب؛ فهي تطال جميع الفئات العمرية. المشكلة تتعمق حين يتم تقديم تلك الانتقادات ضمن محتوى واسع وهجوم واسع النطاق تحت شعار حرية التعبير مما يخلق بيئة عدائية دائمة تعمل علنيا وتحت ستار السرية ضد حقوق المرأة. إن مقارنة الصور المحررة بصورة الواقع الحقيقية للشخصيات العامة أو حتى الأشخاص العاديين الذين يعرضون حياتهم اليومية لأعين الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشدة على الثقة بالنفس وقيمتها الذاتية خاصة لدى الفتيات والصبايا الصغيرات اللاتي ينمو عقلهن ويتشكل تقييم أجسامهن حسب المعايير الإعلامية المقترحة لهم.
ربط العنف بالأحداث الحقيقية والأعمال الدرامية
في العديد من الحالات، يشجع البعض الآخر الناس لمشاهدة أعمال عنيفة مستمدة من الأحداث التاريخية والحكايات الخرافية القديمة أو المسلسلات الدرامية الشهيرة لتبرير السلوك العدواني والسلوك المسيء للجنس الآخر عموما وللمرأة خصوصا. غالباً ما تكون رسائلهم موجهة لإعادة تعريف الأدوار التقليدية بين الرجل والمرأة وكيف ينبغي التعامل بينهما وفق منظور متحيز جندرياً وقديمي الطراز يدافع عنه ويروج له هؤلاء الناشطون رقميا باستخدام أدوات الاتصال الحديثة وفي ظلال كلمة حق الضمان بالحريات الشخصية. أحد الأمثلة الواضحة لهذا التأثير الجانبي سلبي كان خلال حملات التحرش السياسي العام الماضي عندما قام مجموعة صغيرة قادرة ولكن همجية بنشر مواد فاضحة مخزنة سابقا للعديد من السياسيين الشباب واستخدامها ذريعة للإساءة إليهم وإلى عوائلهم ومناصبهم السياسية بلا رحمة ولا مراعاة للقيم الأخلاقية الأساسية المفترضة كمبدأ احترام الخصوصية والكرامة الإنسانية لكل فرد.
إن مكافحة هذا النوع من التصرفات غير القانونية ليس مهمة واحدة ولكنه مشروع طويل الأمد يتطلب جهود مجتمع كامل ومتعدد القطاعات يسعى لبناء عالم أفضل خالي من العنف بكافة مظاهره سواء تم ذلك أمام كاميرا هاتف مح