هجوم العمالقة || الحلقة الأخيرة
”كانت الشمس تغرب. كنَّا ثلاثتنا نتسابق نحو شجرة على قمة التل. إيرين أتى بالفكرة فانطلق فجأة، لحقته ميكاسا ولم تسبقه عمدًا، وبالطبع كنت أنا الأخير. لكن النسيم كان عليلًا ودافئًا يومها، الركض فحسب كان شعورٌ جميل. أوراق الشجر ترفرف بالأرجاء. ولسببٍ ما راودتني خاطرةٌ حينها، ربما أن سبب ولادتي هو ليتسنَّى لثلاثتنا التسابق هناك“.
#هجوم_العمالقة
إذن فقد انتهت هذه الحكاية بعد طول انتظارٍ وترقب، حكايةٌ كان جوهرها الأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يسعون معًا لرؤية ما وراء الجُدران، ذلك العالم الساحر الموجود في كتاب أرمين خارج حدود الجدران الضخمة التي بسببها أصبح موطنهم سجنهم، ولكن انهيار هذه الجدران كشف عن وحش الكراهية الذي تم سجنه منذ ولادته داخلها، وحشٌ بشع تغذى على كراهية العالم والآن حان وقت انتقامه؛ فاتحد الصديقان ضد صديقهم، فتى الحرية الذي حاول انتزاع حريته انتزاعًا من براثن الاضطهاد والظلم، فانتهت الحكاية بتضحية صديقهم بحياته، لكي ينعموا بالحرية التي لطالما حَلُمَ بها، فكان موته هو حريته المُمكنة، فرحل وتركهم من بعده ليُصبح ذكرى جميلة وعابرة في أنفسهم، أحدهما كان حب حياته، والثاني كان الصديق الذي بكى على رفاته، وضلت ذكرى هذا الصديق حية إلى الأبد!
في الواقع ومما سمعته عن النهاية فأنا لم أضع آمال عالية؛ توقعت أن أرى نهاية عادية ولكن المفاجأة كانت أن النهاية رائعة بل ومميزة جدًا، نهاية لامست مشاعري في عدة مشاهد، وجعلت حروفي تتبعثر، فأصبح صعبًا عليَّ وصف ما رأيت، ولكن كان من واجبي تجاه العمل جمع مفرداتي وحروفي المُبعثرة معًا وصياغة مراجعة تليق بما رأيت.
لنتحدث إذن عن الحلقة الأخيرة من هجوم العمالقة…!
بدأت الحكاية عندما غضب إيرين وسعى بشكلٍ حثيث للانتقام ممن قتلوا والدته وأقسم أن يُبيد كُل العمالقة، وانتهت الحكاية الآن بقيادته لجيش عمالقة جبار ليدك أركان الأرض، فهل حقق إيرين انتقامه وبر قسمه…؟ https://t.co/2LlJIgUCwx
نستكمل الأحداث مباشرة بعد الحلقة الماضية ونرى أرمين يسأل سؤاله:
”إيرين أين تكمن حريتك…؟“.
ربما ليس لدي الكثير لأقوله عن الاستعراض البصري في بداية الحلقة، ولكن هنالك جانبان أود التعقيب عليهما:
1- تحرير يومير للخنازير
الإنسان بطبعه حُر، ويسعى للحرية فهذا ما فُطر عليه، وربما يكون مفهوم الحرية معقد كما تحدثت عنه مسبقًا، ولكن مع يومير نرى هذا المفهوم بتجرد، من دون تلك التعقيدات التي تجعل المصطلح شائك، يومير حررت الخنازير لإيمانها بمبدأ الحرية لذا فمن المنطقي القول أن يومير عبدةٌ للحرية فهي "حررت" ولم "تُحرَر"، هي تعبد هذا المصطلح الذي لم تعشه يومًا.
2- الكراهية بين الإلديين والمارليين
نرى في وقت الشدة أن إلديا ومارلي توحدتا لمواجهة وحش الكراهية فلم يعد هنالك تفرقه، وهذا جانب يستحق التأمل حقًا، فعند الشدائد تختفي الفروقات.
من السخرية المُضحكة رؤية البعض يُقلل من شخصية أرمين علمًا بأن شخصية أرمين هي المفتاح لفهم شخصيتي إيرين وزيك؛ فكل واحد منهما يُجسد فلسفة، وأرمين يُعارض فلسفتهما باختلافاتها. البعض ينشغل بجوانب أخرى ويُغفل الأفكار المهمة. لا تنظر إلى تصميم الشخصية أو أسلوبها كمعيار، بل انظر للجوهر فهو المهم حقًا هُنا.
برأيي هذا المشهد من الأهم والأفضل على الإطلاق بعيدًا عن أداء مؤدية صوت أرمين الذي أرى أن أدائها كان الأفضل في هذه الحلقة بفارقٍ كبير عن البقية، ولكن هنالك أفكار كثيرة تم تقديمها هنا.
لاحظ معي تشبث أرمين بالحياة وتقديره للفرصة الثانية التي مُنحت له، وأود منك رؤية جمالية هذا المشهد، دعونا ننظر للمشهد من زاوية أخرى، دعونا ننظر إلى ما وراء المشهد، وأمعن النظر فيما سأقوله.
لطالما كان لدى أرمين الحجة القوية ولكن جسده يخذله، فالحُجة ليست بشيء أمام عالم يتعامل بالعنف، وفي المواسم الأولى رأينا كيف كان إيرين يدافع عنه ويدافع عن ضعفه، وحينما رأى أرمين ضعفه هنا في هذه اللحظة رفض ذلك وعبَّر عن كراهيته الشديدة لنفسه وكيف أن جسده يخونه، ولكنه أدرك ما كان يُميزه فعندما أصبح ضعيف أدرك أن قوته ليست ما يميزه، بل ذكائه وحدة تفكيره.
مشهد رائع كفيل بجعل شخصية أرمين ضمن الأفضل؛ لأنها ببساطة تتعامل بالمنطق والحجة.