وفقًا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن المؤمن الذي يقاتل في سبيل الله ويُستشهد لا يشعر بالألم الناجم عن القتل بنفس درجة الشعور التي نشعر بها نحن عندما نتألم بسبب لمس شيء صغير جدًا كالقرصة. بل إن هذه "القرصة"، حسب العديد من العلماء، تشير إلى شعور مؤقت وخفيف بعيد تمامًا عمّا قد نعاني منه عند تعرضنا للأذى المعتاد.
هذا التأويل يأتي لتوضيح الرحمة الإلهية للمؤمنين الذين يسقطون شهداء أثناء الدفاع عن عقيدتهم ونشر العدالة. فالشهادة ليست مجرد نهاية حياة، إنها بوابة لدخول جنات النعيم حيث تجد نفوسهم السلام والأمان الدائمين.
وقد عبر عدد كبير من المفسرين والمحدثين الإسلاميين عن ذلك، بما في ذلك الشيخ عبد الرحمن السعدي والإمام البغوي والنووي وغيرهم الكثير. وهم جميعًا يؤكدون على أنّ الشهادة هدية كريمة من الله عز وجل تعكس محبة وحنان الخالق ولطفه مع عباده المخلصين.
هذه الرؤية تساهم أيضاً في تخفيف وطأة الحرب والجهاد الروحي، وتذكرنا بأن التضحية في سبيل الحق لها ثمار عظيمة وممتازة تقدّمها لنا الحياة الآخرة. وبالتالي، يمكن اعتبارها دعوة للاستعداد والتضرع للسماء لتقبل شهادتنا مهما كانت الظروف صعبة.