على الرغم من فضل قراءة سورة الملك (تبارك الذي بيده الملك) قبل النوم، إلا أن هذا لا يعني أنها يجب أن تقرأ فقط قبل النوم مباشرة. وفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن سورة الملك شفيعة لمن قرأها، سواء قرأها قبل النوم أو في صلاة العشاء أو في أي وقت آخر من الليل.
روى الترمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك". كما روى الترمذي وأحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ "آلم تنزيل" و"تبارك الذي بيده الملك".
لذلك، يمكن للمسلم قراءة سورة الملك في أي وقت من الليل، بما في ذلك صلاة العشاء، دون أن يفوت الفضل المذكور في الحديث. ومع ذلك، فإن المداومة على قراءتها في صلاة العشاء ليست مشروعة، لأن المداومة نوع من التقييد في العبادة، ولا يمكن تقييد العبادة إلا بدليل شرعي.
في النهاية، الأفضل أن يقرأ المسلم سورة الملك قبل النوم كل ليلة، لفعله عليه الصلاة والسلام، ولكن إذا قرأها في صلاة العشاء أو في أي وقت آخر من الليل، فإنه يجزئه ذلك. والله أعلم.