• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في عالم اليوم المتسارع الذي تدفعه تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الأمام، يبرز نقاش مهم حول كيفية دمج هذه التقنيات مع الأخلاق والقيم الإنسانية. هذا الموضوع ليس مجرد نقاش نظري ولكنه يتطلب اتخاذ قرارات عملية مؤثرة على مستوى العالم. يُعدّ الذكاء الاصطناعي قوة تغييرية هائلة - فهو يساعد في تحسين الصحة العامة، توفير الطاقة، وتحقيق الكفاءة الاقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز التجربة البشرية بطرق غير متوقعة. ولكن بينما نستكشف حدود قدرات الذكاء الاصطناعي، فإننا نواجه أيضًا تحدي ضمان أن استخدامها سيكون مستدامًا وأخلاقيًا.

التحدي الأول: الشفافية والمساءلة

أحد أكبر المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي هو غموض القرارات التي يتم اتخاذها بواسطة الآلات. مع تقدم خوارزميات التعلم العميق، تصبح الأنظمة أكثر قدرة على التشغيل المستقل، مما يجعل من الصعب فهم كيف توصلت تلك الخوارزميات لأفعال معينة أو توقعات لها. يجب أن يتضمن تصميم الذكاء الاصطناعي آليات واضحة لشرح العمليات الداخلية للأنظمة حتى يمكن مساءلتها عند الحاجة. كما يجب وضع قوانين وتشريعات تضمن المساءلة عندما تساهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في نتائج سلبية.

التحدي الثاني: العدالة الاجتماعية

يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي الاستغلال البيانات التاريخية لتقديم توصيات شخصية للمستخدمين بناءً على سلوكهم السابق. لكن مشكلة تكرار التحيز المجتمعي موجودة بالفعل في الكثير من مجموعات البيانات وهذا يعني أنه ربما يتم تغذية هذه التحيزات مرة أخرى عبر النظام. لذلك، هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في جمع البيانات واستخدامها لتحقيق عدالة اجتماعية أكثر عند تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.

التحدي الثالث: حماية الخصوصية الشخصية

مع زيادة الاعتماد على بيانات الأفراد لتدريب وخلق ذكاء اصطناعي أفضل، فإن خصوصية الأشخاص معرضة لخطر الانقطاع. تحتاج الدول والحكومات والشركات إلى تنظيم واضح يحمي حقوق الفرد ويمنع سوء الاستخدام المحتمل لهذه البيانات الرقمية القيمة للغاية. كما ينبغي تشجيع البحث والتطور في مجال تكنولوجيا البلوكشين وغيرها من الحلول لحفظ البيانات بطريقة آمنة ومحمية.

الاتجاه نحو حلول مشتركة

على الرغم من وجود العديد من التحديات أمام اندماج أخلاقي للذكاء الاصطناعي ضمن مجتمعنا العالمي، فإنه يوجد أيضًا فرص عظيمة للاستفادة منه بشرط توافق جميع المعنيين حول أهمية العمل المشترك للتوصل إلى نهج شامل وموحد يعالج مخاطر التعامل مع الذكاء الاصطناعي بنزاهة ويتماشى مع قيم الإنسانية الأساسية. ومن الضروري العمل الآن لبناء ثقافة ثقافية تعتمد أساساً على المسؤولية والإرشاد الأخلاقي فيما يخص استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي بطريقة تستفيد منها جميع الجهات المعنية سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات عامة خاصة . فتلك هي الطريقة الوحيدة لتجنب وقوع أي ضرر محتمل جراء عدم احترام الحدود الأخلاقية أثناء تعامل المجتمع الحديث مع الثورة العلمية الحديثة المدعومة