- صاحب المنشور: رائد بن صالح
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي نعيش فيه اليوم، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذه المنصات توفر فرصاً هائلة للتواصل والتفاعل بين الأشخاص حول العالم, لكنها قد تحمل أيضاً تحديات كبيرة خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية للشباب. جيل الألفية، الذين ولدوا بين عامي 1981 و1996 تقريبًا، هم الأكثر تعرضاً لهذه التأثيرات الجديدة حيث يعتمدون بكثافة على الإنترنت والوسائط الرقمية.
تأثير التوقعات المجتمعية عبر الشبكات الاجتماعية
تُظهر الدراسات الحديثة أن الضغط النفسي الناجم عن مقارنة الذات مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى مشاعر القلق والإكتئاب. العديد من الشباب يشعرون بأنهم غير كافيين أو محرومين عندما يقارنون حياتهم بحياة مستخدمين آخرين يبدو لهم أن لديهم حياة مثالية ومظاهر خارجية مذهلة. هذا النوع من المقارنة المستمرة غالبًا ما يكون مضللًا وغير دقيق بسبب الطبيعة الانتقائية التي يتم بها عرض المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.
السلوك الرقمي وتأثيره على الذهن
بالإضافة إلى ذلك، فإن الزيادة الكبيرة في الوقت الذي يمضيه الأفراد أمام الشاشات الإلكترونية لها آثارها الخاصة. فقد أثبتت البحوث العلمية وجود علاقة بين الاستخدام المكثف للأجهزة المحمولة وانخفاض نوعية النوم لدى الشباب مما يساهم بدوره في تفاقم المشاكل الصحية والنفسية. أيضا، عدم الحصول على الراحة الكافية من ضغوط الحياة الواقعية أثناء استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر الشخصي قبل النوم مباشرة يمكن أن يعيق عملية إعادة شحن الطاقة العقلية والجسدية اللازمة للنمو الصحي.
التعزيز الإيجابي واستراتيجيات الحماية
رغم الآثار السلبية المحتملة لوسائل الإعلام الاجتماعية، هناك طرق لتقليل هذه التأثيرات وتحويل الوضع لصالح الصحة النفسية للشباب. تشمل بعض الأساليب الفعالة الحد من وقت الشاشة يوميًا، وضع حدود لاستخدام وسائل الاتصال الرقمية خلال فترات معينة (كالوقت الهادئ للعائلة)، وبناء علاقات شخصية حقيقية خارج نطاق الإنترنت، والمشاركة في النشاطات البدنية المنتظمة والتي تعتبر مفيدة جدًا لصحة الدماغ والعقل. بالإضافة لذلك، فإن التركيز على جوانب أخرى مهمة للحياة مثل العلاقات الإنسانية والأهداف التعليمية والمهام العملية بشكل متوازن يساعد أيضًا في تخفيف الضغط المرتبط بالتوقعات الافتراضية عبر الانترنت.
وفي النهاية، ينبغي لنا جميعا كمجتمع مدني رقمي مسؤول العمل نحو تعزيز بيئة رقمية أكثر صحية وأماناً تناسب احتياجات الجيل الجديد وتعزز رفاهتهم العامة وليس مجرد تحقيق مكاسب اقتصادية قصيرة المدى لمواقع التواصل الاجتماعي نفسها.