• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعدّ تغير المناخ أحد التهديدات العالمية الأكثر أهمية التي تواجه المجتمع الدولي حالياً. بينما يؤثر هذا التحول الجوي العالمي على جميع البلدان، إلا أنه يترتب عليه تأثيرات اقتصادية هائلة خاصة بالنسبة للدول النامية أو الدول المعروفة باسم "العالم الثالث". هذه الأمة غالبًا ما تكون أقل قدرة على التعامل مع آثار الظواهر البيئية المتطرفة مثل الجفاف الشديد والعواصف الكارثية والأمطار الغزيرة وغيرها.

بداية، يمكن لتغير المناخ التأثير مباشرة عبر تدمير المحاصيل الزراعية الأساسية للأمن الغذائي. العديد من دول العالم الثالث تعتمد بشكل كبير على الزراعة كمصدر رئيسي للعمل والاقتصاد. عندما تتسبب درجات الحرارة غير الاعتيادية والجفاف المستمر في انخفاض إنتاجيات المحاصيل، فإن ذلك يعرض مستويات الأمن الغذائي لهذه الدول لخطر كبير ويؤدي إلى ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والمواد الأولية الأخرى مما يشكل عبئاً كبيراً على الناس المعيشيين هناك. بالإضافة لذلك، قد يتطلب إعادة بناء البنية التحتية بعد الكوارث الطبيعية أموالا طائلة لا تستطيع العديد من الحكومات الوطنية تحملها.

الأمان والاستقرار

تغير المناخ أيضا له تأثير غير مباشر ولكنه عميق للغاية وهو تعزيز العنف والصراعات الاجتماعية. فقدان الوصول للموارد الأساسية بسبب تغيرات المناخ يمكن أن يساهم في زيادة الفقر والبطالة والشعور بالإحباط بين السكان. وهذا يمكن أن يقود إلى اضطرابات اجتماعية وصراعات محلية حادة. بل حتى الهجرة الداخلية والخارجية تسارع كرد فعل للتغيرات المناخية حيث يحاول الأشخاص البحث عن أماكن أكثر استقرارا وأمانا عاشت بها حياتهم التقليدية المدمرة.

الإجراءات والتكييف

مع كل تلك التحديات الواضحة، فإنه ضروري اتخاذ خطوات جذرية للتكيف مع ظروف المناخ الجديدة وتقليل التأثيرات المحتملة عليها. ويمكن القيام بذلك عن طريق الاستثمار في الطاقة البديلة والدعم الفني لمساعدة الشعوب على تحويل نمط الحياة والسلوكيات اليومية مما يساعد أيضًا في الحد من الانبعاثات الضارة. كما ينصح بتقديم الدعم المالي والقروض الرخيصة للحكومات المنكوبة وذلك لإعادة بناء بنيتها التحتية واستعادة مواردها الطبيعية وإصلاح الأنظمة الزراعية لديها. وبذلك نكون نسفّر الدمار وتحسين الوضع الاقتصادي للأجيال القادمة أيضاً.