• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  ليس هناك شكٌّ بأن التطورات التكنولوجيّة أثرت تأثيراً عميقاً على حياتنا اليوميّة. واحداً من أكثر هذه التقنيات تأثيرًا هي تقنية الواقع الافتراضي VR والتي توفر تجارب غامرة ومباشرة للمستخدمين. يتناول هذا المقال التأثير المحتمل لهذه المحاكاة الغامرة على الصحة النفسية والعقلية للأفراد.

من ناحية الإيجابيات، يمكن استخدام VR كأداة علاجية فعالة في عدة مجالات طبية نفسية. مثلاً، المرضى الذين يعانون من رهاب اجتماعي قد يستفيدون من جلسات العلاج باستخدام الواقع الافتراضي حيث يُعاد إنتاج المواقف الاجتماعية التي يجدونها مرعبة بطريقة آمنة وقابلة للتحكم. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم VR أيضاً في تدريب الأطباء الجراحين قبل إجراء العمليات الجراحية الحقيقية مما يزيد نسبة نجاحهم ويقلل المخاطر المرتبطة بالعمليات الفعلية.

بيد أنه يوجد أيضًا جوانب سلبية محتملة مرتبطة باستعمال VR المتزايد. فقد أكدت الدراسات الحديثة وجود علاقة بين مدة الاستخدام الطويلة للواقع الافتراضي والأعراض القلق والاكتئاب لدى البعض. كما تم تسجيل حالات زادت فيها مستويات العنف بعد لعب ألعاب الفيديو ذات التجارب الواقع الافتراضي العنيفة.

في نهاية المطاف، يبدو واضحاً أن الفوائد والمخاطر المرتبطة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي تتطلب دراسة متأنية وبحث مستمر لفهم كيفية إدارة هذا النوع الجديد من الوسائط لضمان استخدامه بأفضل طريقة ممكنة مع الحد من الآثار الجانبية الضارة عليه.