هل الرئيس ترمب هو سبب صعود اليمين المتطرف في امريكا ، وحدوث الإنقسام الحالي الحادّ في المجتمع الأمريكي ، أم أن الأمر أعمق من ذلك ؟!
ثريد للحديث حول ذلك ..
الواقع يقول أن المجتمع الأمريكي كان منقسما ، منذ تأسيس الإتحاد الأمريكي قبل أكثر من قرنين على يد الآباء المؤسسين ، الذين كتبوا دستورا يبدأ بعبارة :" نحن الشعب " ، والشعب هنا هو الإنسان الأبيض فقط ، لأن السود حينها كانوا أرقّاء والهنود الحمر كانوا يلاقون أصناف العذاب ..
الآباء المؤسسون لامريكا ، جورج واشنطن ورفاقه ومنهم الرئيس المفكر توماس جيفرسون ، كتبوا دستورا يعج بعبارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وسلطة الشعب ، رغم أنهم كانوا إقطاعيون ، يملكون مزارع شاسعة ، يعمل فيها الرقيق الأسود ، الذي يُباع ويُشترى مثله مثل الخيل والأثاث ..
الرئيس توماس جيفرسون، وهو المفكر الفذّ ، وقع في حب فتاة سوداء ضمن الرقيق في مزرعته، وأنجب منها ، ولم يعلم أحد عن ذلك ، لأنه لا يليق برجل أبيض أن يتزوج من فتاة سوداء ، ناهيك عن أن ينجب منها أبناء ، ولم ينفضح هذا السرّ إلا بعد وفاته بحوالي القرنين..
اقرأ هنا
https://t.co/2LrR49dQnU
بعد مرور حوالي القرن من تأسيس امريكا ، قرر الرئيس ابراهام لينكولن( ١٨٦٠-١٨٦٥) إلغاء الرق ، فرفضت ولايات الجنوب وانفصلت عن الإتحاد الأمريكي، وقامت حرب أهلية دامية ، مات فيها خلق كثير ، وانتصر لينكولن في النهاية ، فألغى الرق وأعاد توحيد امريكا بالقوة ، واستمر الإنقسام ..