- صاحب المنشور: رضوان بن عروس
ملخص النقاش:في عصر الثورة الصناعية الرابعة، لم تعد التكنولوجيا مجرد أداة مساعدة للعمل أو الترفيه؛ بل هي المحرك الرئيسي لتغيير جذري في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية. أحد أكثر المجالات تأثراً بالتطور التقني هو التعليم. يُعدّ تأثير التكنولوجيا على التعليم ظاهرة عالمية تؤكدها زيادة اعتماد المدارس والكليات العالمية على أدوات مثل التعلم الإلكتروني والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز.
الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي كان حكراً على خيال العلماء والقراء الخياليين قبل عقدين من الزمن، أصبح الآن جزءاً يومياً من حياتنا. هذه التكنولوجيا المتقدمة لديها القدرة على تحويل طرق التدريس والتعلّم بشكل كامل. عبر استخدام البرمجيات المدربة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للمدرسين تقديم تعليقات شخصية ومخصصة لكل طالب بناءً على مستوى فهمه وتفضيلاته الفردية. هذا النوع من التخصيص لا يمكن تنفيذه بكفاءة بنفس الطريقة إلا بواسطة الكمبيوتر ذو القدرات الحاسوبية الهائلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التطبيقات الرقمية غيرت الطريقة التي يتفاعل بها الطلاب مع المواد الدراسية. من خلال توفير الوصول إلى مجموعة واسعة من الدورات والموارد التعليمية عبر الإنترنت، زاد نطاق الفرص التعليمية بشكل كبير. سواء أكانت هذه البرامج مجانية أم مدفوعة الأجر، فهي توفر فرصة للحصول على معرفة عالية الجودة بسهولة نسبية.
الفرص والتحديات
بالرغم من فوائد كبيرة لهذه التحولات، هناك تحديات أيضاً. قد يؤدي الاعتماد الكبير على التكنولوجيات الجديدة إلى خلق فجوة رقمية بين المناطق الغنية والمعرفة تكنولوجياً وأولئك الذين لا يتمتعون بإمكانية الوصول إليها. كما أنه يتطلب إعادة النظر في نماذج المناهج التعليمية التقليدية لإدماج تقنيات جديدة بطرق فعالة.
ومن ناحية أخرى، تقدم التكنولوجيا حلولا مبتكرة للأزمات الصحية العالمية مثل جائحة كوفيد-19. فقد أتاحت لنا القدرة على الاستمرار في التعلم أثناء فترة الإغلاق العالمي، حيث استخدم الكثير من المؤسسات التعليمية الحلول الرقمية لإدارة العملية التعليمية عن بعد.
ختاماً، يبدو المستقبل مشرقا بالنسبة للتكنولوجيا والتعليم. ستستمر النظم التعليمية في الاستفادة من قوة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وتسهيل عملية التعلم لجميع الأفراد بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاجتماعي.