- صاحب المنشور: عبيدة العروسي
ملخص النقاش:مع تطور العالم الرقمي وتزايد استخدام الأجهزة الإلكترونية والإنترنت، أصبح الشباب اليوم أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من التأثيرات التي قد تؤثر سلباً على صحتهم النفسية. هذه الظاهرة ليست مجرد ظاهرة طارئة؛ بل هي نتيجة طبيعية للتغيرات المجتمعية الشاملة والتي تتطلب فهماً عميقاً وإجراء تدابير لحماية صحة نفسية جيل المستقبل. فيما يلي بعض الآثار الرئيسية لتقنية المعلومات والاتصالات على الصحة النفسية لدى الشباب:
العزلة الاجتماعية والإدمان
أصبح الكثير من الشباب يعتمدون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى للبقاء على اتصال مع الآخرين. بينما يمكن لهذه الأدوات أن تعزز الروابط الاجتماعية، إلا أنها أيضاً قد تسهم في الشعور بالعزلة إذا استُخدمت بطريقة غير متوازنة. الإفراط في الاستخدام يمكن أن يؤدي إلى إدمان رقمي، مما يشكل تحديات مثل القلق والاكتئاب بسبب الضغط النفسي الذي يحدث عندما يتم قطع الاتصال بالأجهزة.
القلق بشأن الصورة الشخصية والمظهر
التواجد الدائم عبر الإنترنت يعرض الأفراد لضغوط كبيرة لتحقيق صورة مثالية لأنفسهم. هذا الوضع يتسبب غالبًا في ظهور مشاعر عدم الكفاءة الذاتية أو الاكتئاب بين الشباب الذين يقارنون حياتهم بحيات الأشخاص الذين يعتقدون بأنها "مثالية" ولكنها ربما تكون متحيزة وغير حقيقية تمامًا كما تعرضها الصور الفوتوغرافية أو الفيديوهات المنشورة.
التوترات المالية وقضايا الأمن السيبراني
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض المبكر للألعاب الافتراضية والشراء داخل اللعبة داخل البيئات الرقمية قد يساهم في تطوير عادات شرائية مدمرة ومشاكل مالية مستقبلية. علاوة على ذلك، تعد المخاوف المتعلقة بأمان البيانات الشخصية مشكلة أخرى مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باستخدام التقنيات الجديدة حيث يتعرض العديد من المستخدمين الأصغر سنًا للاحتيال والسرقة من خلال عمليات التصيد الاحتيالي وبرامج الفدية وغيرها من الهجمات السيبرانية.
الفرص التعليمية والتعلم الذاتي
من ناحية أخرى، توفر تقنيات اليوم فرصاً هائلة للتعليم الشخصي والعالمي. إن الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد التعليمية والدورات التدريبية عبر الإنترنت يسمح بمستوى أعلى بكثير من المرونة والاستقلالية بالنسبة للمستخدمين الصغار الذين يمكنهم اختيار معدلات تعلم خاصة بهم. لكن رغم وجود فوائد واضحة كهذه، تحتاج الثقافة الحاكمة حول دور الأسرة والمدرسة والجماعة في دعم نمو الأطفال والحفاظ على رفاهيتهم الصحية العامة والنفسية أيضًا للحفاظ عليها وسط عالم يزداد رقمنة باستمرار.
في ختام الأمر، ليس هناك شك بأن للتكنولوجيا دور مهم يلعبونه الآن وفي السنوات المقبلة ضمن الحياة كل يوم ومن ثم فلا بد لنا جميعاً من المساعدة في تحديد كيفية تحقيق توازن أفضل يجعلنا نتفادى