بنيان الإسلام الراسخ: شرح معنى وشروط الشهادتين

التعليقات · 1 مشاهدات

في جوهر الإسلام، يتمثل بناء العقيدة الإسلامية الثابتة في الشهادتين - "أشهد أن لا إله إلا الله"، و"أشهد أن محمدًا رسول الله". قد يبدو البعض أن هناك اخت

في جوهر الإسلام، يتمثل بناء العقيدة الإسلامية الثابتة في الشهادتين - "أشهد أن لا إله إلا الله"، و"أشهد أن محمدًا رسول الله". قد يبدو البعض أن هناك اختلاف بين هذين الجزءين من هذه الشهادات المقدسة، ولكن وفقًا للشريعة الإسلامية، فإن هاتان العبارتان تشكلان أساساً واحداً لمفهومالإيمان.

يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "بُني الإسلام على خمس..." ثم ذكر ضمن هذه الأساس الخمسة "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله." هذا التصريح واضح ومباشر حول ارتباط كلا الجزأين بشكل وثيق في الدين الإسلامي. إن استخدام واوا ("و") ليس فقط للترابط بل أيضًا للتأكيد المتساوي لكل جزء من الشهادة. كما يُشير إليه العديد من علماء الحديث والفقه المسلمين القدامى مثل الحافظ ابن حجر والملا علي القاري وغيرهم ممن أكدوا على ضرورة ورود كلا العبارتين جنباً إلى جنب عند التعريف بالإسلام والصلاة عليه.

فالواو هنا ليست فقط لتوضيح الجمع، وإنما أيضاً للإشارة إلى المساواة والتساوي في الأهمية والقيمة. وبالتالي، فلا يمكن اعتبار أي منهما أقل أهمية من الآخر. فالاعتراف بوحدة الله وتوكيده برسالة نبيه الكريم هما جانبان غير قابلان للفصل من عقيدة المؤمن. لذلك، عندما نعرب عن إيماننا بشهادة "أن لا إله إلا الله"، فنحن ملزمون أيضا بتقديم الشهادة الثانية: "أن محمدًا رسول الله". والعكس صحيح تمامًا; إذ أن الاعتراف بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقود بطبيعته إلى الوقوف خلف تعليماته الدينية بما في ذلك دعوة الوحدة الربانية.

وفي نظرة أعمق، تكمن طبيعة تلك العلاقة السببية في قلب رسالة النبي نفسه. فقد كان التوحيد (عدم وجود آله أخرى غير الله) دائماً محور رسالته الأولى والأبرز. ومع ذلك، كانت الخطة الكاملة تتضمن تقديم الأدلة والبراهين التي تؤكد أصالة ونزاهة هذه الرسالة نفسها - والتي تعد شهادتنا الثانية تنفيذ حيّ لها. لذا فإن الشهادتين ليست مجرد عبارتين ذات دلالات مختلفة، ولكنهما وجهان لعقد واحد نحاول جميعا تأمين استقامته وصلابته في ديننا اليومي والحياة المستقبلية.

والغرض من هذه النقطة المحددة ليس فقط فهم المعنى المكتوب لهذه الكلمات الخمسة عشر، ولكن لاستيعاب النظرة الفلسفية والإرشادية للأمة الإسلامية كما رسمتها شريعتها الغراء منذ ولادتها حتى يومنا الحالي.

التعليقات