- صاحب المنشور: سناء بن وازن
ملخص النقاش:يعتبر الانتقال نحو اقتصاد أخضر استراتيجية حاسمة لمعالجة التغيرات المناخية والآثار البيئية. هذا التحول يتطلب تغيير جذري في البنية الاقتصادية العالمية، مما يسفر عن مجموعة معقدة من التحديات والفرص. يركز هذا المقال على فهم العوائق الرئيسية التي تواجه تبني الاقتصادات الخضراء وكيف يمكن لهذه البيئة الجديدة خلق فرص جديدة للازدهار الاقتصادي.
**التحديات الرئيسية أمام الاقتصاد الأخضر**
**1. إعادة الهيكلة الصناعية**:
تحويل القطاعات التقليدية مثل الطاقة والمواصلات والبناء إلى نماذج صديقة للبيئة يستلزم الاستثمار الكبير في البحث والتطوير وتغيير بنى الأسواق الحالية. قد تتضمن هذه العملية فقدان الوظائف مؤقتاً، خاصة في المناطق المعتمدة بشدة على الصناعات غير المتوافقة مع الأهداف البيئية.
**2. التكاليف الأولية المرتفعة:**
تكنولوجيا الاقتصاد الأخضر غالبًا ما تكون أكثر تكلفة من نظيرتها التقليدية بسبب الضرورة الحاجة للاستثمارات الكبيرة في تطوير المنتجات البديلة والأكثر كفاءة. كما تزيد تكاليف الإنتاج لأن العديد من المواد الخام المستخدمة في التصنيع هي موارد طبيعية نادرة ومتطلباتها عالية.
**3. قضايا الابتكار:**
تشجع السياسات الحكومية الشركات على الابتكار ولكنها قد تعوقها أيضًا إذا كانت قوانين الملكية الفكرية ضيقة جدًا أو غير واضحة بما فيه الكفاية. بالإضافة لذلك، تحتاج الدول النامية عادة لموارد أكبر لتسهيل عملية الابتكار مقارنة الدول المتقدمة.
**4. القوانين والتنظيمات**:
من المهم وضع تشريعات مناسبة تحفز التحول نحو الاقتصاد الأخضر لكن عند عدم وجود مواءمة بين مختلف الجهات الرسمية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة فوضى وقصور تنظيمي مما يعيق تقدم المشاريع الخضراء.
**الفرص الواعدة للاقتصادات الخضراء**
**1. خلق وظائف جديدة:**
اقتصادات القرن الحادي والعشرين تعتمد بشكل متزايد على المهارات عالية الدخل والمعرفة المتعلقة بالتقنيات الناشئة والتي تتوافق تماما مع الطابع العام للأعمال التجاريةالخضراء . وهذا يعني أنه بينما يتم فقد بعض الوظائف القديم فإن الكثير منها سيتم إنشاؤه عبر مجالات جديدة وأكثر تخصصا.
**2. رفع مستوى القدرة التنافسية:**
الشركات التي تستثمر الآن في تقنيات وخيارات إنتاج مستدامة ستكون لها اليد العليا عندما تصبح تلك الأدوات الوسائل الأكثر شيوعاً ومقبولة لدى الجميع لاحقا. أي أنها ستتمتع بميزة تنافسية كبيرة وستستطيع تقديم منتجات بأقل تكلفة وبكفاءة أعلى نتيجة لاستخدام طاقة أقل واستغلال أفضل للمواد الأولية.
**3. تحسين جودة الحياة البشرية:**
باعتبارها جزء هام من سياسة الصحة العامة العامة ، تسعى الدول لتحقيق المزيد من سلامة البيئة والصحة العامة حيث يشمل ذلك الحد من الانبعاثات الضارة وتعزيز بيئات صحية للعيش والإنتاج . كل ذلك ينتج عنه نوعية حياة أفضل للسكان المحليين ويحسن معدلات رفاهتهم الاجتماعية والنفسية أيضا.
وفي النهاية، رغم التعقيد الذي يحمله الطريق نحو الاقتصاد الأخضر، إلا انه طريق ضروري وإيجابي بكثير باتجاه تحقيق نمو مستدام وضمان مستقبل افضل لكوكب الأرض ولأجياله القادمة .