إذا كنت تعمل في مجتمع حيث الجمع بين وظيفتين أو الحصول على راتب من مصدرين مختلفين محظور حسب النظام العام، وقد حصلت على رواتب من جهة التعلم بشكل خاطئ نتيجة لفساد إداري، عدم الرقابة المناسبة، أو نقص المسؤولية الشخصية من جانبك - فلا يجوز لك الاحتفاظ بتلك الأموال. وفقاً للشريعة الإسلامية، هذه الأموال تعتبر أمانة مقدمة إلى الخليفة لتحقيق الصالح العام.
في هذا السياق، قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" (الأنفال:27). يشجعنا هذا الآية القرآنية على الحفاظ على النزاهة والأمانة في جميع شؤوننا، خاصة عند التعامل مع ممتلكات الآخرين. وقد أكدت السنة النبوية أيضاً على أهمية تجنب الاستفادة من موارد الغير بلا حق.
ومن المهم جداً إعادة هذه الأموال إلى المصدر الأصلي لها إن أمكن ذلك. ولكن إذا كانت هناك احتمالية كبيرة بأن الأموال لن تسترد من قبل الحكومة أو المؤسسة المعنية بها، فمن الضروري استثمارها بطريقة خيرية مثل بناء المساجد والمستشفيات والمراكز الاجتماعية الأخرى التي تفيد المجتمع. ومن ثم، تتوب إلى الله وتعترف بخطأك وتلتزم بالأمانة والحقيقة مستقبلاً.
كما ورد في فتاوى مختلفة للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: "التحصيل غير المشروع للأموال الحكومية لا يجوز". لذلك يجب عليك إعادة هذه المبالغ إن أمكن، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، يمكنك التبرع بها لأعمال خيرية عامة. إنها مسؤوليتنا كمؤمنين الحفاظ على الثقة والأخلاق في كل جوانب حياتنا، بما في ذلك العمل والعلاقات المالية.