- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح تغير المناخ قضية عالمية ملحة تؤثر بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة البشرية. ومن أهم هذه الجوانب هو الأمن الغذائي الذي بات يواجه تحديات غير مسبوقة بسبب الظروف البيئية المتغيرة. يشهد العالم زيادة في درجات الحرارة والظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والأعاصير والأمطار الغزيرة التي تلحق الضرر بالمحاصيل الزراعية وتزيد من الفقر وانعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي خاصة في الدول النامية.
الأضرار المباشرة للتغير المناخي على الإنتاج الزراعي:
- الجفاف: يتسبب في تقلص إنتاج المحاصيل بنسب تتراوح بين 10% إلى 25%. وفقًا لتقرير "الأمن الغذائي والتغذية" الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2019، فإن المناطق الأكثر عرضة للجفاف تشمل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- ارتفاع مستوى سطح البحر: يؤدي غمر الأراضي المنخفضة بالقرب من الساحل مما يعرض مناطق زراعة الأرز والحبوب الأخرى للخطر الكبير. بحلول نهاية القرن الحالي، قد يزداد ارتفاع مياه البحار بمقدار متر واحد تقريبًا، وهو ما سيؤثر سلباً على نحو 634 مليون شخص حول العالم حسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
- زيادة حرائق الغابات: تضاعفت خلال العقود الثلاثة الأخيرة مع آثار كارثية على النظام البيئي وإمدادات المياه وقدرتها على دعم الزراعة المستدامة. ففي كاليفورنيا وحدها، أدى انتشار تلك الحرائق مؤخرًا إلى خسائر بلغت قيمتها أكثر من ملياري دولار أمريكي سنوياً منذ العام ٢٠١٥ حسب تقديرات مجلة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية لعام ٢٠٢٠ .
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بهذه المشكلة :
- تشير دراسة نشرتها مجلة ساينس العلمية المتخصصة إلى فقدان حوالي ١٣٪ من محصول القمح بالعالم نتيجة للتغيرات الجوية الناجمة عن الاحتباس الحراري بحلول عام ٢٠٥٠ م مقارنة بالأيام الأولى للحاضر . كما ستشهد أيضا انخفاضا كبيراً بالإنتاج بالنسبة لأنواع أخرى هامة كتلك الخاصة بتوريد البروتينات الأساسية والمواد المغذية الأولية الأخرى ذات الطابع الحيواني والنباتي اعتمادا على مدى قابلية كل منها لحالات الشدّة المناخية المختلفة . وبالتالي سيرتفع سعر المنتوجات الزراعية وستنخفض القدرة الشرائية للمستهلكين خصوصا الفقراء منهم ، الأمر الذي يحول دون تحقيق مستويات غذائية صحية ومستدامة ويعمق حالة عدم المساواة الاجتماعية وغلاء المعيشة حولglobe .
- إضافة لذلك, يصاحب هذا الوضع تزايد معدلات الهجرة الداخلية والخارجية بحثا عن فرص عمل جديدة وآمنة اقتصاديا واجتماعيا بعيدا عن أماكن ميلادهم الأصلية والتي لم تعد توفر لهمالإمكانات اللازمة لاستمرار حياتهم الطبيعية بها بعد الآن . وقد وصل عدد الأشخاص الذين شردتهم ظاهرة نزوح السكان جرّاء تغيُّر العناصر الطبيعية منذ بداية القرن الواحد والعشرين حتى وقتنا الحالي إلى حدود الـ٨٦