- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة العديد من الشباب اليوم. مع ذلك، فإن لهذه المنصات الرقمية تأثير كبير ومباشر على صحتهم النفسية. هذا المقال سيستعرض الأبحاث والدراسات التي تفحص كيفية تأثر الصحة العقلية للجيل الجديد باستخدام الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها.
**الاضطراب النفسي المرتبط بالاستخدام الزائد**
أظهرت الدراسات الحديثة وجود علاقة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والأعراض الذهنية غير الصحية. بعض هذه الأعراض تتضمن زيادة القلق والاكتئاب والإجهاد النفسي. وفقًا لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة "Adolescent Medicine"، وجد الباحثون أن الطلاب الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية بنسبة 44٪ مقارنة بأولئك الذين يستخدمون الوسيلة أقل من نصف ساعة يوميا.
**التوقعات غير الواقعية والتقييم الذاتي السلبي**
يمكن أن تساهم صور الحياة المثالية والمزيفة التي يتم نشرها عبر الإنترنت في تعزيز توقعات غير واقعية لدى المستخدمين الأصغر سنًا. قد يشعر هؤلاء الأفراد بأن حياتهم ليست "مثالية" كما هي عليه الحال بالنسبة لأصدقائهم أو المؤثرين المعروفين لديهم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا مما يزيد من الضغط العقلي والنفساني عليهم.
**الحصانة ضد التأثيرات الإيجابية المحتملة**
رغم الآثار السلبية المحتملة، توضح بعض الأبحاث أيضًا فوائد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، يمكن لهذه المنصات تقديم الدعم للمستخدمين عند التعامل مع مشكلات الصحة العقلية. ولكن، غالبًا ما تصبح الفائدة ضئيلة بسبب التحيز نحو محتوى سلبي أو محرض للعواطف، كالأخبار الكاذبة والعلاقات الرومانسية المضطربة وما شابههما.
**دور الوحدة الإلكترونية والحاجة للتفاعل الإنساني المباشر**
ربما يساهم الانخراط الكبير في العالم الرقمي أيضًا في شعور "الوحدة الإلكترونية". حتى لو كان الشخص متصلًا بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشخاص عبر الإنترنت، إلا أنه قد يشعر بانعدام الاتصال الحقيقي الذي يأتي من التفاعلات وجهًا لوجه. إن القدرة الطبيعية البشرية للحصول على الراحة والسعادة من العلاقات الشخصية والمعرفية والجسدية أمر ضروري لحالة ذهنية جيدة، وهو ما قد يُفقده البعض نتيجة الاعتماد الأكبر على عالم الهاتف المحمول.
**الإرشادات المقترحة للأهل والشباب**
في خاتمة الأمر، يبدو واضحًا أن هناك حاجة ملحة لتوعية الشباب وأسرهم حول مخاطر وفوائد وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة علمية مدروسة جيدًا. وينبغي تشجيع الشباب على وضع حدود واضحة لاستخدامهم لهذا النوع من التقنيات مع التركيز أيضاً على تطوير مهارات الحكم الذاتي واتخاذ القرار الصائب فيما يتعلق باستخدامه وذلك تحت توجيه الأسرة والمدرسة. ويجب دعم المؤسسات التعليمية لمبادرات جديدة تساعد في بناء مجتمع رقمي بصحي وآمن لكل أفراده بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم.