حقائق مثيرة حول تاريخ علم الفلك القديم: كيف شكل العرب والمسلمون هذا المجال

يُعدّ تاريخ علم الفلك جزءًا حيويًا من التراث الإنساني الذي شهد مساهمات كبيرة من مختلف الحضارات عبر العصور. وفي حين غالبًا ما ترتبط الثقافة الغربية

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    يُعدّ تاريخ علم الفلك جزءًا حيويًا من التراث الإنساني الذي شهد مساهمات كبيرة من مختلف الحضارات عبر العصور. وفي حين غالبًا ما ترتبط الثقافة الغربية بهذا العلم، فإن الحقيقة هي أن العلماء المسلمين والمفكرين العرب تركوا بصمة واضحة فيه خلال فترة ازدهارهم الفكري والمعرفي في العصر الذهبي للإسلام. يأخذنا رحلة عبر التاريخ لاستكشاف الدور الرائد للعرب والمسلمين في تطوير فهم الكون وتحديد أهم المنجزات التي قدموها.

بداية الانطلاقة الإسلامية في مجال فلك

بدأ الاهتمام بعلم الفلك بين المجتمع المسلم مع نهاية القرن الأول الهجري وبداية القرن الثانى للهجرة. كانت هذه الفترة تزامنت وفتح الأندلس وانتشار التعاليم الجديدة للعلماء مثل الإمام الجاحظ وابن منظور وغيرهما. كان هناك اهتمام متزايد بفهم حركة الأرض والكواكب والأجرام السماوية مما أدى إلى ظهور مدارس وأكاديميات خاصة لدراسة الفلك في بغداد ومختلف المدن الأخرى الواقعة تحت حكم دولة الخلافة الراشدين آنذاك.

علماء مسلمون بارزون وآثارهم على علم الفلك الحديث

  1. ابن يونس المصري: يُعتبر ابن يونس أحد رواد الرياضيات والفيزياء والفلك في العالم الإسلامي والعالم ككل. اشتهر بتقديماته المتقدمة لحساب الطول الزمني وتحسين تقويم القبلة بالإضافة لبناء اتشاباخ لجبل قاسيون لقياس زاوية ميل الشمس فوق الأفق بدقة عالية. كما طور أيضًا نظام تحديد موقع النجوم عن طريق رصد دورانها الظاهري حول مركز محيط دائرة سماوية محددة.
  1. أبو الريحان البيروني: قام بإجراء العديد من التجارب المنظمة لتسجيل ظاهرة خسوف القمر وكسوف الشمس واستخدم نتائج تلك الدراسات لإثبات دائرية الأرض ودورانها اليومي حول محورها. كتب أيضاً رسالة "التذكرة" والتي تتضمن شرحاً مفصلاً لأصول حساب الوقت بمختلف المناطق حسب خطوط الطول المختلفة للأرض.
  1. الخوارزمي: ليس عالم الفلك الوحيد بين أفراد عائلة خوارزم لكن دوره واضح في نشر كتاب "الزيج الصغير" والذي اعتمد عليه الأوروبيون فيما بعد باسم Almagest Minor. وقد أثبتت دراسته لمواقع بعض النجوم أنها أكثر دقة مقارنة بالأعمال القديمة لبطليموس اليوناني.
  1. النّبيهti Al Battani: عرف بأنه رائد مدرسة هَرمَنْد لتعليم علوم الفلك والرياضيات وكان له دور كبير في تصحيح مخطط بطليموس لرسم مسارات الكواكب تدعيراً بسيطا، حيث لاحظ انحرافاتها الواقعية باستخدام طريقة جديدة تعتمد على رصد حركتها بالنسبة للنجم الثابت. كذلك ألف كتباً عديدة منها "الزيج الكبير".

مساهمات أخرى لعرب وفلاسفة آخرون في تطور علم الفلك العالمي

بالإضافة لما سبق ذكره فقد ساهم عدد هائل ممن هم خارج نطاق ذكر الأسماء أعلاه أيضا بشكل مباشر أو غير مباشر بنقل المعرفة الفلكية العربية والإسلامية نحو أوروبا وذلك أثناء سقوط الدولة البيزنطية وثورة المعلومات الغربية الحديثة. ومن الأمثلة الشهيرة لهذا التحول انتقال معرفتهم بكيفية صنع الأدوات الفلكية كالنظارات والتليسكوبات اليدوية المصنوعة يدوياً بأيدي المشتغلين بالمهن المرتبطة بها. ولا يمكن تجاهل تأثير مؤلفات ابن الشاطر والحسن الرماح وابن موسى بن شاكر الذين ساعدت أعمالهم في تعزيز صورة النظرية المركزية للشمس ضمن التصنيف العام لنظم كونيات مختلفة توضح طبيعتها الفيزيائية والحسية.

وفي النهاية، يعترف المؤرخون بأن ثورة العلوم الطبيعية في أوروبا المبكرة لم تكن مستحيلة بدون الأفكار والمعارف المكتسبة مباشرة ومباشرة جدًا من تراث حضارة بني آدم -حسب وصف البعض لها-. لذلك عندما نفكر فيما وصل إليه البشرية الآن من تقدم في فهم آليات عمل النظام الكوني فلابد لنا تشكر تلك الحقبة التاريخية التي برز فيها Name of the Islamic Golden Age كإحدى نقاط تحول رئيسية نحو عصر جديد


عبد المجيد البناني

7 مدونة المشاركات

التعليقات