- صاحب المنشور: زهير الشرقاوي
ملخص النقاش:
استطاعت الثورة الرقمية الحديثة تغيير الطريقة التي نتواصل بها مع بعضنا البعض. بينما توفر الإنترنت العديد من الفرص للبقاء على اتصال الشخصي والأسرى والأصدقاء عبر المسافات، فإنها أيضًا تخلّق نوعًا جديدًا من العزلة الاجتماعية وتغيير ديناميكيات التواصل بين الأفراد. هذا التحول الهائل قد خلق موجة جديدة من الاهتمام حول تأثير التكنولوجيا على الحياة الاجتماعية والترابط البشري.
من جهة، أتاحت وسائل الاتصال المتنقلة للأشخاص الحفاظ على روابط أقوى مع أحبابهم الذين يعيشون بعيداً. يمكن الآن للمغتربين بمختلف الجنسيات مشاركة لحظات حياتهم اليومية مباشرة من خلال المكالمات الفيديو أو الرسائل الفورية مما يقلل شعور الوحدة ويخلق شعوراً بأن الجميع أقرب إلى القلب. كما عززت الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك وإنستجرام الشعور بالانتماء للمجموعة وقبول الذات حيث يتشارك الناس اهتمامات مشتركة ويتبادلون الدعم النفسي والمعنوي. بالإضافة لذلك، سهلت التطبيقات التعليمية والعملعن بعد الحصول على فرص عمل أفضل ومزيد من الخيارات الترفيهية ذات القيمة الثقافية والإبداعية.
وعلى الجانب الآخر، برزت مخاوف بشأن آثار هذه التكنولوجيا المتزايدة. فقد تم ربط زيادة استخدام الهواتف الذكية بانخفاض جودة الوقت الذي نقضيه خارج العالم الافتراضي؛ فالأطفال والشباب يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات بغرض اللعب والمشاركة غير المنتظمة في الأنشطة الخارجية وبالتالي ضعف قدرتهم على بناء علاقات حقيقية وجسدية متينة. هناك أيضاً خطر دخول "الإدمان" للحياة الرقمية والذي يؤثر سلبياًعلى الصحة النفسية والعاطفية للأفراد نتيجة الضغط المستمر للحصول على أكبر عدد ممكن من الاعجابات والمتابعين واستعراض حياة وهمية مبنية فوق تعمد إظهار الصورة المثالية. علاوة على ذلك، أدى انتشار الكراهية والمعلومات الخاطئة عبر المنصات الإلكترونية الى تشكيل بيئات صحافية مضطربة وصعبة التعامل منها بشكل فعال خاصة بالنسبة لمستخدميها الأصغر سنّا.
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحا أنه رغم وجود جوانب إيجابية وأخرى سلبية لتأثيرات التكنولوجيا على المجتمع الحديث, إلا انه لا يمكن تجاهل مدى أهميتها القصوى فى عالم أصبح أكثر ارتباطاً واعتمادا علی الاتصالات العالمية عالية السرعة . إن مفتاح تحقيق توازن مناسب يكمن فيما نختار فعلُّه وليس مجرد كيف نفعل به!