- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:شكل انتشار فيروس كورونا الجديد (COVID-19) تحدياً غير مسبوق للاقتصاد العالمي. هذا الوباء الذي بدأ في نهاية عام 2019 تسبب في اضطرابات واسعة النطاق عبر مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم. من الأجلاب إلى الترفيه، ومن الطاقة إلى الزراعة، لم يكن هناك مجال واحد إلا وتتأثر به هذه الجائحة.
في البداية، أدى الخوف من الإصابة بالمرض إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي بشدة مما أدى إلى انخفاض الطلب على المنتجات والخدمات. كما توقفت العديد من الشركات عن العمل مؤقتاً أو خفضت عملياتها بسبب القيود التي فرضتها الحكومات لاحتواء الفيروس. وهذا تسبب في ارتفاع معدلات البطالة واضطراب الأسواق المالية العالمية.
التحديات
- الركود الاقتصادي: حيث شهدنا ركوداً عالمياً حاداً خلال الأشهر الأولى للجائحة، وهو الأمر الذي يعتبر الأول منذ الحرب العالمية الثانية حسب منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ("الأونكتاد").
- انكماش التجارة الدولية: انخفض حجم التجارة الدولية بنسبة كبيرة نتيجة لتوقف الحركة التجارية بين الدول والإغلاق المؤقت للموانئ والمطارات وغيرها من نقاط العبور الرئيسية.
- زيادة الدين العام: اتجهت معظم البلدان نحو زيادة ديونها العامة لدعم اقتصاداتها ومؤسساتها وشعوبها خلال الجائحة.
الفرص المحتملة
- تحويل التركيز نحو الرعاية الصحية: قد تؤدي هذه الأزمة إلى تحول طويل الأمد في كيفية استثمار الحكومات والأفراد في الصحة العامة والتأمين الصحي.
- تعزيز التحول الرقمي: دفع الضغط المتزايد للعمل عن بعد واستخدام الخدمات الإلكترونية العديد من المؤسسات إلى تسريع خطط الانتقال الرقمي الخاصة بها.
- استدامة رأس المال الطبيعي: ربما يشجع الوعي الجديد بالحاجة للحفاظ على البيئة والشغل عليها المزيد من الناس والحكومات للاستثمار في مشاريع مستدامة تعزز الهواء النظيف والماء والصحة العامة.
بالإضافة لكل ذلك، أثرت هذه الفترة أيضاً على المساواة الاجتماعية. فقد تأثرت النساء عموماً أكثر من الرجال بسبب دورهن التقليدي كرعاة أساسين للأطفال وعائلاتهم بالإضافة لأعمالهم الأخرى. وفي حين كان لهذه الظروف تأثير سلبي واضح، فإن التعامل معها يمكن أن يؤدي أيضًا لتحولات تاريخية نحو مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافًا.
بالتالي، بينما تشكل جائحة كوفيد-19 أحد أكبر العقبات التي واجهت البشرية حديثاً، فهي تحمل أيضا بذور تغييرات جوهرية قد تغيّر شكل اقتصادنا وأسلوب حياة البشر.
