- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. هذه الأدوات الحديثة قد أتاحت لنا العديد من الفرص والخدمات الرائعة؛ ولكنها تحمل أيضًا بعض الآثار الجانبية التي تتطلب التحليل الدقيق. أحد أكثر القضايا شيوعاً هو تأثير التكنولوجيا -وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي- على الصحة النفسية. سنستعرض هنا الدراسات العلمية المتعلقة بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يؤثر ذلك على الأفراد والنظم الاجتماعية.
**مقدمة:**
الوسائل الاجتماعية مثل الفيسبوك، تويتر، إنستجرام وغيرها أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة الافتراضية للعديد من الناس حول العالم. وفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة We Are Social، فإن هناك حوالي 4.74 مليار مستخدم نشط عبر الإنترنت عالميًا بنسبة تغطية تصل إلى 61% من سكان الكوكب. بينما يبلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نحو 3.96 مليار شخص مما يعني وجود ثلاثة أشخاص تقريباً لكل خمسة أشخاص يستخدمون الإنترنت يوميا. هذا الانتشار الواسع جعل من الضروري فهم الأثر المحتمل لهذه الأنظمة الرقمية الجديدة على الصحة النفسية للإنسان.
**إدمان وسائل التواصل الاجتماعي:**
يشهد مصطلح "الإدمان" تحولاً حيث لم يعد مقتصراً فقط على مواد كيميائية أو ألعاب جماعية كما كان الحال في السابق. فقد ظهرت حالات جديدة للإدمان تشمل الإدمان الرقمي والذي يُعتبر إحدى أهم الظواهر الجديدة المرتبطة بالتواصل الإلكتروني. يشير الإدمان الرقمي عموما إلى الاعتماد الزائد والاستخدام المكثف للتكنولوجيا بأشكال مختلفة مما يتسبب بتغيرات ذات طبيعة نفسية وجسدية تؤدي للشعور بعدم الراحة عند الانقطاع عنها لفترة طويلة نسبياً. أما فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي تحديداً، فتظهر علاماته المتمثلة بالإلحاح المستمر لرؤية الرسائل والتحديثات الجديدة بالإضافة لحالة القلق الناجمة عن عدم القدرة على الوصول لها لأسباب خارج سيطرة المستخدم كالقطع المفاجئ للإنترنت مثلاً.
**الأثر النفسي:**
أظهرت العديد من الدراسات العلمية تأثيرات عديدة لوسائل الإعلام على الصحة النفسية للمستخدمين. يمكن تصنيف تلك التأثيرات تحت عدة عناوين رئيسية هي:
* التأثير السلبي على ثقة الفرد بالنفس: الاستمرار في المقارنة بين حياة الآخرين والحياة الواقعية قد يخلف شعورا بالعجز وانخفاض احترام الذات لدى العديد ممن يعانون من مشاعر الوحدة والعزلة.
* زيادة الشعور بالضغط الناتجة عنه: قيام الأشخاص بمشاركة تفاصيلهم الشخصية الكاملة وتفاعلهم المستمر مع محيط واسع ومتنوع من الجماهير الأخرى يكشف عن مستوى جديد تماما من الضغط النفسي بسبب الخوف من الوقوع تحت مجهر انتقاد واستنكار المجتمع الإلكتروني.
* تهديد النوم الصحي: تعددت التقارير الطبية التي تشير بأن استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية قبل الذهاب للنوم عامل مهم يساهم بخلل دورة نوم الإنسان الطبيعي وبالتالي يزيد احتمالية تعرض الفرد لآلام عضلية وإرهاق ذهني غير مرغوب فيه.
**حلول محتملة:**
معرفة ماهيتها ليست خطوة كافية بعيدا عن ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لمنع آثارها الخطيرة. لذلك اقترحت بعض الحلول العملية لإدارة الوقت والتوقف المؤقت عن استخدام الوسائط الاجتماعية حتى يتم التعافي مما يسمى بالإدمان الرقمي وهي:
* وضع حدود زمنية مدروسة للاستعمال.
* تجنب استخدام الهاتف أثناء فترة الاست