• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، أصبح العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فمن الشبكات الاجتماعية إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، يعتمد معظم الناس على التكنولوجيا في كل جانب تقريبًا من جوانب الحياة المعاصرة. ولكن مع هذه الراحة والتطور الهائل يأتي تحدي الحفاظ على الخصوصية الشخصية وتجنب انتهاك حقوق الإنسان الرقمي. هذا المقال يستكشف التوازن الدقيق بين استخدام التكنولوجيا واحترام قواعد الخصوصية والأخلاقيات الرقمية.

**الوصول مقابل الاستخدام غير القانوني**

على الجانب الإيجابي، توفر التكنولوجيا فرصاً كبيرة لتحسين الكفاءة والإنتاجية. تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل WhatsApp وFacebook يمكن أن تعمل كوسيلة فعالة للمشاركة الفورية مع الأصدقاء والعائلة حول العالم. كما سهّلت خدمات البنوك الإلكترونية عمليات الدفع والمعاملات المالية مما جعل الأمور أكثر راحة وأمانا للعديد من الأشخاص الذين قد يعيشون بعيدا عن مراكز المدن الرئيسية أو يفوقهم المسافة للتوجه لبنك محلي. ومع ذلك، فإن الوصول الواسع لهذه الأدوات له ثمنه - حيث زاد أيضًا خطر التجسس السيبراني وانتهاكات البيانات الضارة التي تستغل المعلومات الخاصة للأفراد لأغراض خبيثة.

**مراقبة المستخدمين وكيف تؤثر على الثقة**

تقوم العديد من الشركات التقنية بممارسات تحصل بموجبها على بيانات مستخدميها بهدف تحسين تجربة المنتج وتطوير المحتوى التسويقي المستهدف. بينما يؤكد البعض أنه بدون جمع بعض البيانات لن تتمكن تلك المنصات من تقديم خدمات مجانية للمستهلكين، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن حجم وفترة تخزين هذه المعلومات وكيف يتم التعامل معها بعد ذلك. يشعر الكثير بأن الشركة تعرف المزيد عما يعرفونه هم أنفسهم عن أنشطتهم عبر الإنترنت. وهذا الشعور بالافتقار إلى التحكم في خصوصيتنا يهدد مستوى ثقتهم بتطور تكنولوجي بدأ ليكون جزءًا ضروريًا من نمط حياة البشر حديثًا.

**الأطر التشريعية لحماية الخصوصية**

وعلى الرغم من المخاطر المتعلقة باستغلال معلومات الأفراد بطريقة خاطئة، فقد تم وضع قوانين جديدة للحماية مثل GDPR في أوروبا وتنظيم CCPA في كاليفورنيا الأمريكية لتوفير حماية أفضل لحقوق المواطنين فيما يتعلق بخصوصيتهم عبر الانترنت. وعلى الرغم من أهميتها، تشكل هذه القوانين تحديات للحكومات والشركات العالمية والتي تحتاج لفهم وتحقيق امتثال كامل لها ضمن بيئة عالمية ديناميكية ومتداخلة للغاية. بالإضافة لذلك، يعمل الخبراء والقانونيون بشكل دائم لإعادة النظر في هذه القوانين وإضافة مواد جديدة نظراً لما يشهده المجال من تطورات يومية وغير مسبوقة!

**المستقبل: أخلاقيات رقمية شاملة**

وفي حين تتغير طبيعة العلاقات بين مستخدم ومزود خدمة رقمي باستمرار، يبدو واضحٌ أنه ينبغي وجود توافق عام بشأن كيفية تعظيم المنافع الطيبة المرتبطة بالتقدم العلمي وبشكل خاص مجال الاتصالات والحاسوب الآلي وما يرتبط بهما عموماً؛ وذلك دون الإضرار بكرامة الناس وانعدام شعور آمنة لهم خلال تصفح شبكة العنكبوت العالمي واستخدام مختلف أنواع المنتجات ذات الجذور الرقمية تماماً كنظام تحديد الموقع GPS مثلاً والذي يساهم أيضاً بفوائد جمّة لكل مشاهدة وأبصارٍ لكنه بالمقابل يستدعي الاحتراز بإدخاله إلزامياً داخل أغلبية الهواتف المحمولة الموجودة حالياً لدى جمهور واسع جدًا جدًا إذ كيف لنا تأمين سلامتهم إذا? !!إن الأمر برمته يدعو للاستمرار بمناقشة جادة وعلمية وقانونية واجتماعية...الخ...حتى نتمكن جميعًا باختلاف مواقعنا المختلفة والمواقع الأخرى كذلك ممن لم تُ