- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يتميز بالتطور السريع للتكنولوجيا، أصبح استخدام الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. هذه الأدوات توفر لنا العديد من الفرص والمزايا، مثل التواصل الفوري مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافة الجغرافية، وإمكانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمعرفة. ولكن، هذا الاندماج المتزايد للرقمية في حياتنا يثير تساؤلات مهمة حول تأثيرها على علاقاتنا الإنسانية وجهًا لوجه وتفاعلاتنا الاجتماعية التقليدية.
أولى القضايا التي تبرز هي التأثير السلبي المحتمل لتطبيقات الوسائط الاجتماعية على الصحة النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى ارتباط زيادة الوقت المستغرق أمام الشاشات بمستويات أعلى من الضغط والقلق والاكتئاب [1]. هذا يحدث بسبب عوامل متعددة منها مقارنة الذات بالآخرين الذين قد يبدو أنهم يعيشون حياة أفضل أو أكثر دراماتيكية عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الكفاية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الإشعارات الدائمة والتحديثات المستمرة إلى حدوث حالة دائمة من الاستعداد، والتي قد تتداخل مع قدرة الأفراد على التركيز والاسترخاء.
علاوة على ذلك، هناك خطر فقدان المهارات الاجتماعيّة الحقيقية عند الاعتماد الزائد على وسائل الاتصال الإلكترونية. تُظهر البحوث أن الأطفال والشباب الذين يقضون وقتًا طويلًا باستخدام شاشات الأجهزة الإلكترونية لديهم مهارات اجتماعية أقل فعالية [2]. فبدلاً من تطوير القدرة على قراءة الرموز غير اللغوية كاللغة الجسدية وعلم النفس البوديقي (الإشارات الصوتية)، يتعلم الكثير منهم الاعتماد أكثر على إيماءات الوجه ومحتوى الرسائل الرقمية - وهذا النوع الجديد من اللغة غالباً ما يكون محدوداً وغير شامل كما هو الحال عندما نتواصل وجهاً لوجه.
وفي المقابل، فإن استخدامه بطريقة مدروسة يمكن أن يساعد أيضاً. فهو يسمح للأشخاص بالحفاظ على الروابط حتى أثناء الفصل الجسدي الطويل ويجعل التواصل ممكنًا بعدوانيّات جديدة كالعمل عن بُعد والتعليم عبر الانترنت. كذلك، توفر التطبيقات المختلفة أدوات لإدارة العلاقات الصحية؛ حيث تسمح بإرسال الرسائل وتنظيم الاجتماعات والدعم النفسي عبر الخطوط الهاتفيه المجانيّة وصفحات الدردشة الآمنة وغيرها الكثير.
لكن المشكلة تكمن في كيفية تحقيق توازن ناجح بين المكاسب والفوائد التي تقدمها التكنولوجيا والحفاظ على عمق وتنوع علاقاتنا البشرية. الحل يكمن ربما في وضع حدود واضحة للاستخدام اليومي لهذه الأجهزة واستثمار المزيد من الوقت والجهد في التجارب الواقعية الثابتة. إن اتباع نهج شامل يشجع الناس ليس فقط لاستخدام هذه التقنيات بوعي بل أيضا لدفعهم نحو التعامل الخلاق مع حقيقة كونهم بشر قادرين على الإنتاج والإبداع وقضاء وقت ممتع بعيدا عن عالم الشاشة.
المراجع:
[1] Twenge, J. M., Joiner, T. E., Rogers, M. L., & Martin, G