- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:تُشكّل مسألة انتشار الأخبار الكاذبة على منصات التواصل الاجتماعي تحدياً كبيراً أمام المجتمع الدولي. هذه الظاهرة التي ازدادت شيوعاً مع تطور التكنولوجيا الرقمية، لها تداعيات قانونية هامة تحتاج إلى دراسة متأنية. يعتبر البعض أنها انتهاك لحريّة التعبير ولكنها أيضًا قد تكون جرائم تعزز الفتنة وتشل العملية الديموقراطية.
في العديد من الدول، بدأ التشريع يتجه نحو سن قوانين أكثر صرامة لمواجهة هذا النوع من الجرائم الإلكترونية. بعض البلدان فرضت عقوبات شديدة على نشر المعلومات الخاطئة بقصد التضليل أو الإضرار بالآخرين، بينما تسعى دول أخرى لإيجاد توازن بين حق الفرد في حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية للتقليل من الأثر السلبي للأخبار الزائفة.
من الناحية القانونية الدولية، تعتبر منظّمة الأمم المتحدة للتجارة والأعمال والاستثمار (UNCTAD) أن مكافحة الأخبار الكاذبة هي جزء أساسي من تحقيق الأمن الإلكتروني العالمي. تقترح المنظمة مجموعة من الخطوات بما في ذلك زيادة الوعي العام حول كيفية التحقق من الحقائق، وتعزيز الشفافية بشأن ملكية المنصات والمحتوى الذي يتم تقديمه عليها، بالإضافة إلى تطوير أدوات ذكية لتحديد المحتوى غير الأصيل.
بالإضافة إلى الجوانب القانونية والإجراءات الحكومية، يلعب دور الأفراد أيضاً دوراً حيوياً في الحد من انتشار الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت. يمكن للمستخدمين المساهمة بتجنب مشاركة الروابط المشبوهة واستخدام المصادر الموثوقة للحصول على المعلومات. كذلك، يجب تشجيع الحوار البنّاء ومناقشة القضايا بطريقة عقلانية بعيداً عن العواطف وردود الفعل الانفعالية.
بشكل عام، فإن التعامل مع قضية الأخبار الكاذبة ليس مجرد قضية تكنولوجية بل هو قلق اجتماعي وقانوني عالمي يستوجب حلول شاملة ومتعددة القطاعات.