• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الحالي الذي يغمرنا فيه التكنولوجيا والعمل عبر الإنترنت، أصبح تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية أمرًا بالغ الأهمية. مع تزايد الاعتماد على الأدوات الرقمية للأعمال، قد يجد الأفراد أنفسهم يعملون لساعات طويلة خارج نطاق ساعات الدوام الرسمي، مما يؤثر سلباً على صحتهم النفسية والجسدية والعلاقات الاجتماعية.

أسباب اختلال التوازن

يكمن جانب كبير من هذه المشكلة في طبيعة الأعمال الحديثة التي تتطلب توفر التواصل المستمر والتحديثات الفورية. هذا الضغط للرد بسرعة يمكن أن يدفع الموظفين إلى کار بعد ساعات عملهم الرسمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمهام مثل رد الرسائل الإلكترونية أو البرمجيات الحساسة للتوقيت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحدود غير الواضحة بين المنزل والمكتب في بيئة العمل الافتراضية تساهم أيضًا في زيادة عبء العمل.

تأثير سلبي محتمل

على الرغم من فوائد كونها مرنة وقابلة للملائمة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن ينتج عنه نتائج سلبية عديدة. قد يعاني الأشخاص الذين يعملون أكثر بكثير ممّا يستطيع جسد وعقل الإنسان التعامل معه من مشاكل الصحة البدنية، مثل الإجهاد المزمن وأمراض القلب والسمنة، وكذلك القلق والاكتئاب واضطراب الوسواس القهري وغيرها من الأمراض الذهنية الأخرى .

حلول مقترحة لتحقيق التوازن

لحل هذه المشكلات المقترحة بعض الحلول التالية:

1. إنشاء حدود واضحة: تحديد ساعات عمل محددة وتجنب استخدام الهاتف المحمول الشخصي لأغراض العمل خلال الوقت الخاص بهذه الأخيرة ضروري لتعزيز خلق تلك الحدود.
2. تنظيم وقت الراحة والاستراحة: وجبات الطعام المنتظمة وممارسة الرياضة والنوم الجيد كلها عناصر رئيسية للحفاظ على صحتك الجسدية والعقلية أثناء فترة العمل الطويلة المعتادة.
3. تطوير مهارات إدارة الوقت: تعلم كيفية تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام أصغر وإعطاء الأولوية لها يساعد كثيرًا في تجنب الشعور بالإرهاق والإجهاد الناجمين عما يعرف بالحافز القصير المدى نتيجة لعرض الكثير من المعلومات أمام ناظريك دفعة واحدة بدون ترتيب واضح حسب أهميتها بالنسبة إليك كفرد مسؤول ضمن مؤسستك.

خاتمة

إن فهم تأثير البيئات الرقمية الجديدة على حياتنا الشخصية عامل حاسم لتطبيق استراتيجيات فعالة لإدارة التوقعات بشأن نمط حياة متوازِن ومتكامل يوفر لك أفضل أداء ممكن سواء داخل مكان عملكم أم خارجه -حيث تعتبر الأسرة والأصدقاء جزء مهم للغاية مما يسميه البعض بأنّه «الحياة الواقعية» والتي تستحق أيضًا اهتمامنا وجهودنا اليومية جنبا الى جنب مع عملينا المتواصل.