• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعتبر الذكاء الاصطناعي حاليًا أحد أكثر التقنيات الثورية التي غيرت وجه العالم الرقمي. مع ذلك، فإن هذا التطور الكبير له جانب آخر يتعلق بالبيئة. على الرغم من الفوائد الكبيرة التي قد يوفرها الذكاء الاصطناعي مثل تقليل استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة العمليات الصناعية، إلا أنه عند النظر إلى الجانب السلبي، يمكن رؤية تأثير كبير على البيئة بسبب كميات هائلة من البيانات التي يتم توليدها واستهلاك الأجهزة الإلكترونية.

التحديات البيئية:

1. استخدام الطاقة: معظم عمليات الحوسبة تتطلب طاقة كهربائية كبيرة. مراكز البيانات الضخمة المستخدمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية. وفقًا لدراسة نشرت عام 2020، الاستهلاك السنوي العالمي لمركزات البيانات يقارب 3% من الإنتاج الكهربائي الحالي. هذه القيمة قابلة للمضاعفة بحلول العام 2025 إذا لم تتم اتخاذ تدابير فعالة لتحقيق الاقتصاد في استخدام الطاقة.

1. إدارة النفايات الإلكترونية: بينما يستمر الطلب على المنتجات عالية التكنولوجيا، فإن معدلات نفايات الأجهزة الإلكترونية كذلك في الزيادة. تحتوي هذه المواد على مواد سامة مثل الرصاص والزئبق والتي تشكل خطراً بيئياً كبيراً إذا لم يتم التعامل معها بطريقة آمنة.

ممكنات حلول صديقة للبيئة:

1. تقنيات حوسبة جديدة: هناك بحث متزايد حول طرق أكثر صداقة للبيئة لحوسبة الكمبيوتر. بعض الحلول المقترحة تشمل المعالجة البصرية الناعمة (Soft Computing) والموجودة بالفعل في بعض منتجات الذكاء الاصطناعي الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، تكنولوجيات مثل الحوسبة الدقيقة والحوسبة الجزيئية توفر خيارات محتملة أقل استهلاكاً للطاقة.

1. تحسين كفاءة الطاقة: الشركات المسؤولة عن تطوير وتطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي تقوم بإجراء تجارب مختلفة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة. مثلاً، تبني تصميمات معمارية أكثر كفاءة لاستهلاك الطاقة، وأساليب برمجيات تحسن أداء الخوارزميات بنفس مستوى القدرة أو حتى أفضل منها.

1. مبادرات إعادة التدوير والتخلص الآمن: العديد من الدول والشركات تعمل الآن على تعزيز مبادرات لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية. الهدف هو تحقيق نظام بيئي مستدام حيث يتم إعادة استخدام مواد الأجهزة القديمة قدر المستطاع ثم التخلص منها بأمان عندما تصبح غير مرغوب بها اقتصاديا.

إن التأثيرات البيئية للذكاء الاصطناعي هي قضية مهمة تحتاج إلى اهتمام عالمي. رغم أنها تعيق تقدمه، إلا أن البحث والدراسات المتواصلة تقدم بصيص أمل بأن التقنيات ستصبح أكثر استدامة وصديقة للبيئة.