- صاحب المنشور: حسان الدين البناني
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، شهدت التكنولوجيا الرقمية تحولات جذرية أثرت بشكل عميق في كافة جوانب الحياة بما فيها التعليم. هذه التحولات لم تكن استثناء بالنسبة للتعليم العالي الذي يشهد تغييرات كبيرة ومتسارعة. مع ظهور أدوات متعددة مثل المنصات الإلكترونية للتعلم، الدورات عبر الإنترنت "MOOCs"، والتعلم العملي باستخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز، أصبح بإمكان الطلاب الوصول إلى معلومات وموارد تعليمية غير محدودة من مختلف أنحاء العالم.
الفوائد والتحديات
هذه الثورة الرقمية أتاحت فرصاً جديدة للتعلم الشخصي والملاءم للمتعلمين ذوي الأنماط المختلفة، كما سهلت الوصول إلى التعليم لأولئك الذين يواجهون عوائق مادية أو مكانية. بالإضافة إلى ذلك، تتيح التقنيات الحديثة طرقًا أكثر فعالية لتقديم مواد التعلم وتقييمها.
ومع ذلك، فإن الانتقال نحو هذا القرن الجديد من التعليم يحمل معه تحديات أيضاً. فقد يؤدي الاعتماد الزائد على الوسائط الرقمية إلى نقص التواصل الاجتماعي والعلاقات الشخصية بين الأساتذة والطلاب والتي تعتبر مهمة لبناء بيئة تعلم مثمرة. كما يمكن أن تتسبب فجوة رقميّة حيث قد لا يتمكن بعض الأفراد بسبب محدودية الحواسيب أو الإنترنت من الاستفادة الكاملة من الفرص الجديدة التي توفرها التكنولوجيا.
مستقبل التعليم العالي
بالنظر إلى المستقبل، يبدو واضحا أنه سيستمر دور التكنولوجيا الرقمية في تشكيل شكل وجوهر التعليم العالي. ولكن المفتاح هنا يكمن في كيفية تحقيق توازن دقيق بين الفوائد العديدة لهذه الأدوات وبين الاحتفاظ بالقيمة الإنسانية والمعرفية المرتبطة بالتفاعل وجه لوجه.
ومن الواضح أيضا ضرورة زيادة الجهود المبذولة لتوفير إمكانية الوصول العالمي للإنترنت والحوسبة حتى يستطيع الجميع الاستمتاع بالمنافع التي تقدمها هذه التغيرات الرقمية الهائلة في مجال التعليم العالي.