- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
التقدم التكنولوجي الذي شهدته السنوات الأخيرة أدى إلى تغييرات جذرية في حياتنا اليومية. واحدة من أكبر هذه التأثيرات هي زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. بينما يرى البعض أنها مصدر للترفيه والتواصل والإعلام، إلا أنها قد تسبب أيضًا مجموعة معقدة من الآثار النفسية. سوف نستكشف هنا كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر على صحتنا النفسية وتزيد من مستويات القلق لدى المستخدمين.
الأبعاد الرئيسية للتأثير السلبي
1. المقارنة الاجتماعية والمظهر الخارجي
من أكثر المشكلات شيوعا التي يتعرض لها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هو الشعور المتزايد بالمقارنة الاجتماعية. غالبًا ما يتم عرض جوانب مشرقة ومزيفة للحياة عبر الإنترنت، مما يعطي صورة غير واقعية للمعايير الجمالية والصحة المالية والعاطفية التي ينبغي تحقيقها. هذا الوضع يؤدي إلى شعور العديد بالدونية وعدم الرضا، خاصة بين الشباب الذين هم الأكثر انفتاحاً لهذه المنصات الإلكترونية.
2. الإفراط في الاستخدام والاعتماد النفسي
يمكن أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي إدماناً حقيقياً. الباحثون يشيرون إلى "الإنترنت الغارق" أو FOMO (خوف فُوتِتْ)، حيث يشعر الشخص بأن هناك الكثير يحدث خارج العالم الرقمي الخاص به ويخشى فقدان الفرصة للاستمتاع بكل ذلك (FOMO - Fear Of Missing Out). هذا النوع من الضغط المستمر يمكن أن يساهم في زيادة مستويات القلق والخوف من الانقطاع عن الاتصال الرقمي حتى لفترة قصيرة.
3. التعرض للإساءة والتنمر عبر الإنترنت
لا تزال الظواهر مثل التنمر والسلوكيات المسيئة على الإنترنت تمثل تحديا كبيرا. يمكن أن تتسبب الرسائل الكارهة والنكات المؤذية وحتى الصور والفيديوهات المحرجة في حدوث ضرر نفسي كبير للأفراد، وبالتالي تضخم مشاعر الحزن والقلق والغضب لديهم.
الخطوات نحو تقليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبي على الصحة النفسية
* تعزيز الوعي الذاتي: معرفة نقاط القوة والضعف الخاصة بك وقيمة الذات الذاتية بعيداً عن مقاييس المجتمع الرقمي يمكن أن يساعد بشكل كبير في مواجهة تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي السلبية.
* إدارة الوقت واستخدامه بحكمة: تحديد وقت محدد يوميا لاستخدام الوسائط الرقمية وإيجاد نشاط بديل مفيد خلال فترات الراحة يمكن أن يخفض مستوى الاعتماد ويحسن التركيز العام.
* الدعم الاجتماعي والحوار المفتوح: الحديث بصراحة وصراحة مع الآخرين حول مخاوف الفرد بشأن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماع وتعزيز ثقافة الدعم المتبادل والتسامح داخل مجتمعهم الأسري وأصدقائه زملائهم.
* الاستعانة بخدمات متخصصة: إذا أصبح الأمر عائقاً كبيراً على حياة الشخص اليومية، فلابد من اللجوء إلى المساعدة المهنية سواء كانت جلسات فردية أو مجموعات دعم موجهة بواسطة خبراء الصحة النفسية المختصين.
بالإضافة لما سبق، تبقى دراسات علمية جديدة مطلوبة لتقييم مدى عمق وعلاقات تلك العوامل بعضها ببعض وظروف الأفراد المختلفة عند تعرضهم لمضامين رقمية مختلفة. لكن بناءً على المعلومات الموجودة الآن يبدو واضحاً وجود حاجة ملحة لحماية أفراد المجتمع خصوصاً الفئات العمرية الصغيرة منهم والتي